نجحت مختلف الجهات الأمنية بالجزائر على مدار شهر رمضان من توفير الأمن والسكينة للمواطنين رغم المخاطر التي شكّلتها الجماعات الإرهابية على الحدود، خاصّة مع دول الساحل ودول الجوار التي ما تزال تعرف أزمات أمنية داخلية، فقد كانت قوات الجيش الشعبي الوطني بالمرصاد، حيث نجحت في توقيف عدد معتبر من الإرهابيين واسترجاع أسلحة وذخيرة حربية، في حين تمكّنت قوات الدرك والأمن الوطني من مواجهة الجماعات الإجرامية والمهرّبين. تميّز شهر رمضان 2014 بنجاح المخطّط الأمني التي سطّرته وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، حيث تجنّبت الجزائر أيّ هجمات إرهابية عكس ما عرفته السنوات الماضية، حيث كان يفضّل التنظيم الإرهابي اختراق العاصمة وتنفيذ هجماته حتى يكون لها صدى إعلاميا كبيرا باستثناء مقتل 7 عسكريين منتصف الشهر الكريم في كمين إرهابي بولاية سيدي بلعباس بالغرب الجزائري دقائق قبل موعد الإفطار بعدما تعرّضت قافلة من الجيش الوطني الشعبي مرفوقة بعناصر من الحرس البلدي كانوا في طريقهم لتزويد نقطة عسكرية بكمّيات من الأكل ليفاجأوا بتفجير قنابل ثمّ زخّات من الرصاص أسفرت عن مقتل 3 عسكريين و4 من الحرس البلدي. وبالمقابل، سطّر جهازا الشرطة والدرك الوطني برنامجا استعجاليا حفاظا على السكينة العمومية من خلال تكثيف التغطية الأمنية بمختلف مناطق الوطن ونشر وحداتها في الميدان على نطاق واسع واتّخاذ جميع الامكانيات المادية والبشرية للعمل خلال شهر رمضان تم تكثيفها عشية عيد الفطر المبارك لتزايد توافد المواطنين وتردّدهم على الأسواق والمحلاّت التجارية كما تمّ أيضا نشر هذه الوحدات والمتشكّلة من فرق إقيليمة وأمن الطرقات وفصائل الأمن والتدخّل ووحدات التدخّل -حسب المصدر ذاته- عبر وسائل النقل الخاصّة والعامّة نظرا لارتفاع عدد المسافرين وذلك ل (توفير الظروف الأمنية المناسبة وحفاظا على الأمن والنّظام العام). ومن جهة أخرى وضعت المصالح الأمنية المختصّة في الجريمة الالكترونية عددا من المواقع الالكترونية تحت المراقبة تخوّفا من تجنيد جزائريين في صفوف التنظيمات الإرهابية بعد تلقّيها تقارير عن توغّل آلاف الشباب على مواقع التنظيمات الإرهابية التي تسعى لاستدراج مجنّدين في صفوها عن طريق الترويج لأفكار جهادية بعد تلقّيها تقارير بشأن استعداد شباب جزائريين للالتحاق بالجماعات الجهادية بعد ولوج على المواقع المتطرّفة المحرضة على الجهاد، والتي تشيد بنشاط التنظيمات الإرهابية خاصّة تنظيم (داعش) وجبهة النصرة بسوريا، خاصّة بعد دخول عدد من الشباب الجزائري دخلوا في اتصالات مع قيادات في هذه التنظيمات، ما يفسّر وجود 8 آلاف مقاتل من المغرب العربي في سوريا.