إيّاكم والرجوع إلى المعاصي والفسق والمجون وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان، فبعد أن تنعموا بنعيم الطاعة ولذّة المناجاة ترجعوا إلى جحيم المعاصي والفجر، فبئس القوم الذين لا يعرفون اللّه إلاّ في رمضان. الأحبّة في اللّه: ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند النّاس فمنها.. 1 - ما نراه من تضييع النّاس للصلوات مع الجماعة، فبعد امتلاء المساجد بالمصلّين في صلاة التراويح التي هي سُنّة نراها قد قلّ روّادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويُكّفَّر تاركها. 2 - الانشغال بالأغاني والأفلام والتبرّج والسفور والذهاب إلى الملاهي والمعاكسات. 3 - ومن ذلك التنافس في الذهاب إلى المسارح ودور السينما والملاهي اللّيلية، فترى هناك -مأوى الشياطين وملجأ لكلّ رزيلة- وما هكذا تُشكر النِّعم وما هكذا نختم الشهر ونشكر اللّه على بلوغ الصّيام والقيام، وما هذه علامة القَبول، بل هذا جحود للنِّعمة وعدم شكر لها. وهذا من علامات عدم قَبول العمل والعياذ باللّه، لأن الصّائم حقيقة يفرح يوم فطرة ويحمد ويشكر ربّه على إتمام الصّيام، ومع ذلك يبكي خوفا من ألا يتقبّل اللّه منه صيامه كما كان السلف يبكون ستّة أشهر بعد رمضان يسألون اللّه القَبول. فمن علامات قَبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابق، وأن ترى فيه إقبالا على الطاعة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..} [إبراهيم/ 7]، أي زيادة في الخير الحسّي والمعنوي فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح، فلو شكر العبد ربّه حقّ الشكر لرأيته يزيد في الخير والطاعة ويبتعد عن المعصية، والشكر ترك المعاصي. ماذا تقول لامرأة جلست طوال شهر كامل تصنع ملبسا من الصوف بالمغزل حتى إذا ما قرب الغزل من الانتهاء نقضت ما صنعت؟