سجّلت مصالح الضبطية القضائية للدرك الوطني على مستوى كامل التراب الوطني منذ بداية هذه السنة 11 بلاغا لحالات الاختطاف تخصّ أشخاصا تتراوح أعمارهم بين شهر و17 سنة، وقد تناولت عدّة أوساط في الأيّام القليلة الماضية موضوع الاختطافات، خاصّة في الوسائل الإعلام، لذا ارتأت مصالح الضبطية توضيح الموضوع. طالبت مصالح الضبطية -حسب بيان للدرك الوطني تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه أمس - جميع المواطنين بالتبليغ عن أيّ شخص مشكوك في أمره، خاصّة فيما يتعلّق بجرائم الاختطاف حتى تتمكّن وحدات الدرك الوطني من وضع حدّ لهذه الحالات، كاشفة عن وضع كلّ الوسائل الممكنة للحدّ من هذه الظاهرة وتوقيف الأشخاص المتورّطين في مثل هذه القضايا إن كانت موجودة حقّا والمقترفة لجرائم الاختطاف وتقديمهم أمام الجهات القضائية المختصّة. وللتذكير، جريمة الاختطاف هي حجز الأشخاص وتقييد حرّيتهم بعد اختطافهم ونقلهم من مكان تعايشهم (البيت مثلا)، سواء باستعمال القوة أو العنف أو بدونهما، والملاحظ أن الواقع من خلال التحقيقات التي أنجزتها مصالح الضبطية القضائية للدرك الوطني بيّنت عكس ذلك في أغلب الحالات. والمعروف أن هذه الجريمة تقوم بتوافر الركن المادي المصحوب باستعمال أساليب الغشّ والتحايل أو باستعمال العنف أو التهديد على شخص معيّن، على أن يكون ذلك مقترنا بالقصد الإجرامي، والذي يمثّل الركن المعنوي لهذه الجريمة. وأضاف البيان أنه من بين الدوافع المحرّكة للاختطاف الدافع الشخصي، حيث يكون الهدف من ورائه هو الابتزاز من أجل الحصول على المال، وقد أفضت التحقيقات التي تمّ فتحها في هذا الشأن من طرف وحدات الدرك الوطني إلى حلّ خمس قضايا، حيث تمّ إيقاف الفاعلين وتقديمهم أمام الجهات القضائية المختصّة، مع الوصول إلى اكتشاف أربعة قضايا أخرى لا تندرج في خانة الاختطافات. وأردف نفس البيان أن التحقيقات توصّلت بشأن بعض حالات الاختطاف رغم أنها لم تكن كذلك، بل كانت عبارة عن فرار من البيت أو فبركة سيناريو للهروب من الضغوطات العائلية، مثل: قضية الفتاتين (ت.ر وز.ع) البالغتين من العمر 16 سنة، اللتين غادرتا بيت العائلة بمدينة ميلة نحو مدينة بشار، (حيث تمّ تقديم شكوى في إطار البحث في فائدة العائلات)، قضية الطفلة (ب إ) البالغة من العمر 14 سنة التي ذهبت إلى بيت والدها بوهران دون علم والدتها (الوالدان مطلّقان)، والتي قدّمت بشأنها بلاغ اختطاف رغم أنه لم يكن كذلك، وكذا قضية الطالبتين القاطنتين بولاية تيزي وزو، الأولى البالغة من العمر 17 سنة والثانية البالغة من العمر 16 سنة، اللتين فبركتا قضية اختطافها لتبرير غيابهما عن المنزل لدوافع شخصية، وقضية الطفل (غ.م) البالغ من العمر 12 سنة، القاطن بولاية بومرداس، والذي حاول مغالطة المحقّقين من خلال فبركة سيناريو حول قضية اختطافه من طرف مجهول لتبرير غيابه عن المنزل، بالإضافة إلى قضية الفتاتين (ع.خ) البالغة من العمر 16 سنة، و(ق ف) البالغة من العمر 16 سنة، واللتين تنقّلتا إلى ولاية أخرى بمحض إرادتهما برفقة أصدقائهما. وفي ختام البيان ذكرت قيادة الدرك الوطني أنها وضعت مصالحها في الخدمة الدائمة ليلا ونهارا خطّ أخضر (55-10) في متناول الجميع يسمح لهم بطلب يد المساعدة أو تقديم كلّ المعلومات التي من شأنها إيقاف كلّ من سوّلت له نفسه التعدّي على القانون.