لا تزال العديد من قرى شرق ولاية بومرداس تعاني في هذا الفصل الحار من انعدام المياه الصالحة للشرب، أين وجدت العائلات صعوبة كبيرة في العيش في ظل أزمة عطش شديدة دفعت ببعضهم إلى شن حركات احتجاجية في العديد من المرات، أقدموا خلالها على غلق الطرقات وشل حركات المرور عبر العديد من المحاور تعبيرا منهم عن غضبهم لغياب الماء والتزام السلطات المعنية الصمت حيال هذا الوضع. ل.حمزة قال السكان في تصريح لأخبار اليوم أن السلطات تقدم لهم وعود جوفاء وحلول ترقيعية سرعان ما تتبخر، وتؤدي إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل. و من بين القرى التي ضربتها الأزمة نجد قرية دار بوني ببغلية الذين قاموا عدة مرات باحتجاجات عارمة للتعبير عن رفضهم لسياسة السلطات التي تتهرب نحو الأمام على حد قول احد المحتجين، من جهتهم سكان قرية تازروت يعانون نفسر المعاناة، و قال السكان أن الأمر أصبح لا يطاق في ظل الوضعية المزرية التي آلت إليها القرية والعطش الذي يلازمهم منذ عقود ، حيث ورغم الوعود التي أطلقتها الوصاية، والتي أكدت في أكثر من مناسبة أنها ستعمل جاهدة للقضاء بصفة نهائية على مشكل غياب الماء، إلا أن حالات الاحتقان في الوسط السكاني لا زالت قائمة وما زالت الاحتجاجات تتكرر في بعض المناطق مع إقدام المحتجين على غلق الطرقات باستعمال الحجارة والأعمدة والمتاريس وإيقاد النيران في العجلات المطاطية لعرقلة حركة المرور، ما يؤكد فعلا أن مبادرات الوصاية وإجراءاتها الترقيعية ما هي إلا حلول مؤقتة، بل مجرد وعود وهمية لا ترقى إلى مستوى الحلول التي من شأنها تحقيق مطالب السكان وإسكات أصواتهم، فالبلديات التي كانت في وقت قريب محل تململ واحتقان بسبب ندرة الماء الشروب، غير أنها لم تنج من الاحتجاجات مثلما هو الحال بالنسبة لبلدية بن شود التي كان مواطنوها سباقين للاحتجاج، خاصة سكان القرية الفلاحية ومشارف الذين ألهبوا فيما سبق الشوارع بالنيران مرتين على التوالي وعمدوا إلى قطع الطريق الوطني الرابط بين دلس وتيزي وزو في عديد من المرات ، احتجاجا على ندرة المياه وعدم زيارتها حنفياتهم لمدة طويلة. كما أكدت لنا أمس بعض العائلات القاطنة بأعلي جبال مدينة يسر أن الماء لم يزر حنفياتهم منذ عقود في ظل صمت الجهات الوصية ، ما أجبرهم على جلب المياه على ظهور الأحمرة، واستغلال الينابيع وسط الخطر الموجود على السكان بسب المسالك الوعرة والخطرة من أجل الوصول إلى هذه الأخيرة ، وذكر السكان أنهم عاشوا نهاية الأسبوع الماضي كابوسا حقيقيا بعدما كادت السنت النيران أن تلتهم منازلهم وممتلكاتهم وأن وجدوا صعوبة كبيرة في التخفيف من حدة ألسنة النيران حتى وصول الحماية المدنية ، وذلك لانعدام المياه والجفاف الذي تعرفه المنطقة منذ عقود ، ولإشارة فقد كان سكان القرى بلدية بغلية على غرار شرابة أولاد حميدة وبن حمزة قد احتجوا سابقا على نفس المشكل وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 24 مرتين على التوالي، تعبيرا عن غضبهم لانعدام الماء وقال أحد السكان في حديثه "لماذا تُقطع عنا المياه في حين لا يعرف سكان عاصمة الولاية هذا المشكل" للعلم تسارع المصالح المعنية إلى ضخ كميات معتبرة من الماء بعد كل مرة يحتج فيها السكان ، غير انه وبمجرد أن تهدا الأوضاع تعود الأوضاع إلى سابق عهدها، وهو نفس المشكل يعرفه سكان حي ساحل بوبراك الواقع باقليم بلدية سيدي داود، أين قام المحتجون سابقا بغلق نفس الطريق الوطني معرقلين حركة المرور نهارا في وجه المارة ولمدة فاقت الساعات، وطالبوا بحقهم في الماء الشروب، وقد أجمع المحتجون على نفس التعبير المشحون بالغضب عن المعاناة الكبيرة التي يعيشونها في ظل غياب الماء الشروب، والتكاليف التي أنهكت كاهلهم نتيجة اعتمادهم على التزود بالصهاريج التي غالبا ما يقتصر استعمالها على الأشغال المنزلية، واضطرارهم لاقتناء قارورات المياه المعدنية، وبالموازاة مع هذه الحركات الاحتجاجية التي كانت في مجملها نابعة عن حالة اليأس التي بلغها السكان بشأن ندرة المياه في هذا الصيف ، تحضر العديد من القرى من أجل الانتفاضة ضد هذا المشكل العويص الذي طال أمده والذي عجزت السلطات عن وضع حد لهاته المعاناة رغم وعود الوزير نسيب خلال الزيارة الأخيرة للولاية بأن مشكل العطش سينتهي بأزيد من 152 قرية قريبا .