من المنتظر أن يحلّ الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) بالجزائر الأحد المقبل في زيارة رسمية تلبية لدعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ويُرتقب أن يلتقي الرئيسان أمسية الأحد في قمّة ثنائية يُنتظر منها الكثير. تأتي زيارة عبّاس إلى الجزائر في ظرف بالغ الحساسية تمرّ به فلسطين التي تجد نفسها محاصرة تتعرّض لعدوان صهيوني مستمرّ وتواجه تكالب بني صهيون منفردة تقريبا بعد أن تخلّى عنها الأشقّاء والأصدقاء، حين تحوّلت القضية الفلسطينية إلى صراع فلسطين صهيوني وهي التي ظلّت على مدار عقود صراعا بني العرب والمسلمين من جهة وبني صهيون من جهة ثانية. وعلى عكس العديد من البلدان العربية والمسلمة التي (تخلّت) عن فلسطين تواصل الجزائر تحمّل مسؤولياتها نحو شعب ودولة فلسطين الشقيقة، حيث تعدّ القضية الفلسطينية قضية محورية دائما في الجزائر بإجماع كلّ الجزائريين على اختلاف مواقعهم وأطيافهم، وهي من القضايا التي لا يختلف بشأنها موقف السلطة والمعارضة والشعب، فالجميع على قلب وعقل رجل واحد حين يتعلّق الأمر بفلسطين. وفي هذا الصدد، قال المحلّل السياسي عبد القادر بن شريط في تصريح ل (أخبار اليوم) إن فحوى المحادثات التي ستجمع الرئيسين الجزائري والفلسطني خلال لقائهما المرتقب الأحد المقبل بالجزائر ستكون حول الأحداث الأخيرة التي عرفتها غزّة، مشيرا إلى أن الوضع السياسي الحالي سيكون محور نقاش الطرفين أيضا، خصوصا مع تنامي دور الجزائر المحوري في فتح أبواب الحوار بين الأطراف المتنازعة في دول الجوار. ويرى بن شريط أن الزيارة الأولى للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس منذ سنوات تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتميّزة بين الدولتين، والتي لها مواقف تاريخية تتّسم بالالتزام والتكامل، مؤكّدا على أنه لم يحدث أيّ سوء تفاهم واضطرابات في العلاقات الثنائية التي وصفها بالمثالية بفضل روح التفاهم والثقة المتبادلة، سواء مع السلطة الفلسطينية أو مختلف الفصائل. أمّا فيما يتعلّق بتعامل الجزائر مع القضية الفلسطينية أوضح ذات المحلّل أن الجزائر تحسن التعامل مع الملف الفلسطيني، مستدلاّ بأنها لا تفضّل أيّ فصيل فلسطيني على حساب آخر، بل تتعامل بمبدأ الاحترام والثقة مع الجميع وتقف في وضع معتدل وتنبذ الفرقة. وفي هذا الإطار، أكّد بن شريط على أن مواقف الجزائر واضحة، دولة وشعبا وهو ما ترجمه موقف الجزائر الرسمي من العدوان الأخير على غزّة المتّسم بالتضامن دون قيد أو شرط مع الغزّاويين، مشدّدا على أن الدولة الجزائرية رفضت رفضا قاطعا تأييد موقف بعض الدول باعتبار (حماس) حركة إرهابية، وهو موقف حسب لها ويسجّل لها عبر التاريخ بالرغم من أن بعض الدول العربية انضمّت إلى الحملة الدولية الهادفة إلى تحطيم الحركة. للإشارة، أكّدت مصادر فلسطينية سابقا أن الرئيس محمود عبّاس سيقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، واصفة إيّاها ب (الزيارة الهامّة) في طريق تعزيز العلاقات بين الجزائر والسلطة الفلسطينية بعد أن سعت جهات لإحداث توتّر في هذه العلاقات، غير أنها لم تفلح في ذلك، حسبها.