ما تزال شركة الخطوط الجوية الجزائرية تتخبط في مشاكل غير متناهية، فبعد سلسلة من المشاكل الداخلية التي هزت إداراتها وتعرّض العديد من طائراتها لحوادث وحجز إحدى طائراتها من طراز (بوينغ) في مطار بروكسل بأمر من العدالة البلجيكية مؤخرا، جاء الدور على البرلمان الذي فضح صورة هذه الشركة السلبية لدى المسافرين الجزائريين الذين يعانون من تدني الخدمات والتأخيرات المتكررة، فضلا عن ارتفاع قيمة التذاكر. ووجهت النائب مريم دراحي عن جبهة العدالة والتنمية سؤالا شفويا إلى وزير النقل عمار غول بخصوص مشكل تأخر مواعيد إقلاع طائرات الخطوط الجوية الجزائرية بمختلف المطارات سواء الداخلية أو الدولية وكذا تدني الخدمات المقدمة من طرف هذه المؤسسة لزبائنها في ظل ارتفاع التنافسية من الخطوط الجوية الأخرى. وأوضحت النائب مريم دراحي في السؤال الشفوي الذي تلقت أخبار اليوم نسخة منه في ظل ما أشرنا إليه نلاحظ بأن رحلات الخطوط الجوية الجزائرية لاتزال تعاني من مشكل التأخر في مواعيد إقلاع الطائرات الذي أصبح هاجسا يطارد المسافرين، فهل يعقل أن تصل مدة التأخر عن الاقلاع إلى نحو خمس ساعات او ما قارب ذلك وهل يعقل أن يصل الأمر إلى حد إلغاء الرحلة بالمرة ليجد المسافرون أنفسهم في مأزق كبير وورطة حقيقية بسبب ارتباط العديد منهم بالتزامات شتى تلحق بهم أضرار متفاوتة في حين لا يكلف القائمون على هذه المؤسسة انفسهم عناء التخفيف عن هؤلاء ولا محاولة التدخل لمعالجة تلك التأخيرات مع المتضررين منها. وتطرقت القيادية في حزب جاب الله إلى مشكل تدني الخدمات فجاء في سؤالها الشفوي أما الخدمات المقدمة إلى الزبائن فحدث ولا حرج ذلك ان وصفها بالمتدنية لا يفي بالغرض ولا يعكس صورة الواقع اليئيس على حقيقته الذي يندى له الجبين، وأمام هذه الوضعية الكارثية التي المحنا إلى بعضها ورداءة الخدمات المقدمة يأتي موضوع تكلفة السفر التي لا يمكن إلا أن توصف بكونها غير مقبولة وتعتبر مبالغا فيها إلى حد كبير مقارنة مع أسعار بقية الخطوط الجوية الأخرى. وتساءلت النائب مريم دراحي عن الإجراءات العملية والتدابير المختلفة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لحل مشاكل الخطوط الجوية الجزائرية فيما يتعلق بموضوع تذبذب رحلاتها وتأخر إقلاع الطائرات المتكررة عن مواعيدها المبرمجة أو ما تعلق بمراجعة تكاليف الرحلات الداخلية والدولية لتكون في مستوى بقية الخطوط الجوية من عروض مغرية. وفي المقابل لا يزال وزير النقل عمار غول يقدم شركة الخطوط الجوية الجزائرية على أنها كبيرة وذات تنافسية ، حيث قال مؤخرا أن تطور قطاع النقل الجوي في الجزائر قد أهلها لتصبح ثاني أفضل دولة إفريقية بعد جنوب إفريقيا، وسجل أن الجزائر صارت أفضل من دول أوروبية وجنوب أمريكية . وهي التصريحات التي أثارت استغراب العديد من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي.