خلف الصراع المحتدم بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي ورئيس البلدية في بلدية بني عمران ولاية بومرداس، الذي يعود لما يقارب 6 أشهر، سخط وتذمر المواطنين، خاصة بعد توقف جميع المشاريع التي كانت مسطرة خلال السداسي الأول من سنة 2014. صرح أحد مواطني بلدية بني عمران، أنهم ضاقوا ذرعا من الوضعية التي آلت إليها البلدية بعد المشاكل الداخلية التي عصفت بها، ما تمخض عنه - يقول محدثنا - تعطل مشاريع التي كانت مسطرة مسبقا والتي كان ينتظر منها أن تخفف عنهم معاناتهم مع الحياة البدائية التي يعيشونها رغم أنهم في بلدية بحجم بلدية بني عمران، وأضاف محدثنا أن ما عرفته بلدية بني عمران من صراعات بين رئيس البلدية ونوابه أثرت بشكل كبير على مسار التنمية بالبلدية، مضيفا أن الشغل الشاغل للقائمين على شؤون البلدية في الفترات السابقة كان ينصب على ما وصفوه ب حل الصراعات الداخلية ، إذ لا يكاد يخلو حديث العام والخاص بالبلدية عما يدور داخل مقرها، وأن كل أمور البلدية كانت متوقفة خلال تلك الفترة التي شبهوها بزوبعة في فنجان، ولم يجتمع المجلس البلدي لاتخاذ القرارات المتعلقة بالجانب التنموي للبلدية نتيجة اختلاف الرؤية، حسب تعبيرهم، وتساءل هذا الأخير الذين كانوا على دراية بما يحدث في البلدية عن كيفية تسيير شؤون هذه الأخيرة في ظل حالة الانسداد التي تعرفها بين رئيس المجلس البلدي ونوابه، التي هددت المجلس في أكثر من مرة بشلّه وسحب الثقة من المير ، وأوضح آخرون أن مشكل البلدية لم يتوقف عند الصراعات الداخلية فقط، لتنفجر بعد ذلك فضائح البلدية التي أصبحت مادة دسمة سواء للصحافة التي تناقلت الخبر أو مواطني البلدية الذين يناقشون الموضوع في المقاهي -يضيف محدثونا- أدت إلى طغيان هذه المشاكل على مشاكل المواطنين التي أصبحت -حسبهم- من الأمور الثانوية. من جهته، أكد أمس عضو بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية بني عمران في حديثه ل أخبار اليوم ، أنه طالب بمقابلة والي الولاية من أجل التدخل، كما قام بتوجيه رسالة إلى المواطنين حملت أسفه الشديد للأوضاع الجارية بالبلدية، وأنه يتم العمل من أجل الوصول إلى اتفاق يخرج البلدية مما هي عليه، مؤكدا أن رئيس البلدية طالب نهاية الأسبوع الماضي بعقد أشغال الدورة الاستثنائية للمصادقة على ثلاث نقاط تم إدراجها في جدول الأعمال وهي المصادقة على الحساب الإداري لسنة 2013 والميزانية الإضافية لسنة 2014 وكذا الميزانية الأولية لسنة 2015، إلا أنه حسب محدثنا، فضل معظم أعضاء المجلس مقاطعة الدورة لأسباب تحفظ محدثنا عن ذكرها، وهو الأمر الذي حتم مواصلة الانسداد داخل البلدية، إلى إشعار لاحق. إلى جانب المد والجزر الذي تشهده بلدية بني عمران من صراعات، فإن مشاكل مواطني قرى وأحياء البلدية بقيت حبسية أدراج هؤلاء المسؤولين، الذين وصفهم السكان ب الأنانيين بعد عدولهم عن تغليب المصلحة العامة، على حساب صراعاتهم الداخلية، وبدا جليا من خلال ما تشهده العديد من شوارع وأحياء بلدية بني عمران بعد الأمطار الأخيرة، من اهتراء وحاجة إلى التهيئة بعد أن أصبحت الأوحال والبرك المائية ديكورا لها، وهو المشكل الذي طرحه سكان قرية بني خليفة مؤخرا، حيث أصبحت المسالك والطرقات المؤدية إلى القرية في حالة مزرية، مضيفين أنهم طالبوا في العديد من المرات من السلطات المحلية بالالتفات إلى مطلبهم إلا أنه لا حياة لمن تنادي -يقول الموطنون- فيما جدد هؤلاء في معرض لائحتهم المطلبية مناشدة السلطات ذاتها بتزويد القرية بشبكتي الغاز والهاتف الثابت، التي اعتبروها من ضروريات العيش، نظرا إلى صعوبة الحصول على قاروات غاز البوتان، وحرمانهم من الخدمات المرتبطة بشبكة الهاتف والمتمثلة في الأنترنت والفاكس، كما عبر سكان قرية بني خليفة الجبلية التابعة لبني عمران التي تعتبر أكبر تجمع سكني على مستوى البلدية بتعداد سكني يزيد على 8000 نسمة، عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين من غياب شبكة الغاز الطبيعي في ظل صعوبة الحصول على قاروات غاز البوتان -على حد قولهم- مؤكدين أن حاجتهم الماسة لهذه المادة الضرورية، وفي سياق ذي صلة بالتنمية المحلية، أشار قاطنو القرية إلى غياب خدمات الهاتف الثابت بكامل أحيائها على غرار أحياء آيث سالم، الشرفة، آيث اعمر واعلي، ناهيك عن إبوهرن، حليل، أيث عطو، بعدما انقطعت عنهم منذ سنة 1992 -على حد قولهم- وهو ما جعل قريتهم شبه معزولة، مشيرين إلى غياب تغطية الهاتف النقال لبعض المتعاملين في هذا المجال.