بقلم: بودرع ياسر مل المجتمع الجزائري وضاق ذرعا من تلك الأبواق التي تصدع آذاننا من وقت لآخر بخرجات غريبة وغير محببة على الإطلاق من علمانييندوحتى ماركسيين لا يتوقفون عن الطعن في ديننا والتهجم على ثوابتنا وقيمنا الإسلامية الراسخة مستخدمين ذريعة حرية الرأي والفكر والتعبير، بينما نتساءل عن أية حرية يتكلم هؤلاء إذا كانت النتيجة الوحيدة لخرجاتهم هي إيذاء مشاعر الجزائريين والمسلمين وهدم ثوابت مجتمعهم ؟! اليوم يطل علينا أحد بني علمان ليحدث زوبعة جديدة بعد طعنه في ديننا وتطاوله على الذات الإلهية وتعديه على هويتنا في كتابات له يستهزئ فيها بتعاليم ديننا الحنيف ويستخف بانتمائنا العربي، هذا الرجل الذي أراد الشهرة تخندق مع غيره ممن سبقوه إلى الطريق الأسرع إليها في هذا العصر وهي الهجوم على الإسلام ومقدساته، علمانيون غارقون في الإلحاد يحملون أسماء وأصولا عربية بعضهم يعيش بيننا وآخرون في الخارج أين و جدوا صدى لتخاريفهم في الإعلام الغربي الذي حارب هويتنا وثوابتنا لعقود من الزمن دون جدوى فوجد ضالته في أبناء جلدتنا من ضعاف النفوس ممن اغتروا واختاروا الطريق الخطأ للشهرة ! يحبون أن توصف كتاباتهم بالجريئة والمتحررة لكنه تحرر لا يظهر سوى بالطعن في ديننا ونشر سمومهم التي تهدم المجتمع بأسره ! نعم لحرية الرأي والتعبير، نعم لوجهات النظر المختلفة، نعم للرأي الآخر، لكن نرفض استخدام هذه المفاهيم بطريقة معكوسة يقصد منها إلحاق الأذى بالآخرين والتعرض لثوابتهم، نحن لسنا ضد حرية الفكر والإبداع لكننا ضد (أدب) بلا أدب ! فالأدب والكتابة تفرضان على الإنسان التقيد بالأخلاق والقيم خاصة ما تعلق بالابتعاد عن إيذاء مشاعر الآخرين فدائما يوجد خط فاصل بين ما هو مقبول وما هو مرفوض، والأدب والإبداع لم يكن يعني يوما هدم القيم والأخلاق والطعن في المعتقد !! والشيء الذي لم يفهمه بعض العلمانيين الحاقدين على ديننا وهويتنا أنه لا توجد حرية مطلقة فدائما هناك حدود حتى لا تنقلب هذه الحرية إلى تعد وتسلط في حق الآخرين ! مشاكل وعقد قديمة مشكلة العلمانيين عندنا مع الإسلام ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة بدأت مع فئة منبهرة بالنموذج الغربي العلماني الذي يملك تجربة سيئة مع الكنيسة في قرون خلت كانت فيها أوروبا تغط في ظلمات الجهل والتخلف، لكن الإشكال الذي وقع فيه هؤلاء المتعلمنون هو أن الإسلام لا يعني سلطة الكنيسة فهو لم يستخف بعقول الناس ليمنحهم صكوك الغفران كما كان يفعل البابا ! الإسلام هو دين القراءة وطلب العلم وتحرير الإنسان من العبودية والوثنية وعلى الملحدين أن يدركوا أننا نفهم ديننا وثوابتنا أكثر مما يفعلون لذلك نحن لسنا في حاجة إلى آرائهم الخرقاء. المسيحيون يدافعون عن دينهم واليهود كذلك، لكن إذا تعلق الأمر بدفاع المسلمين عن دينهم وثوابتهم انتفضت المنظمات والمؤسسات الإعلامية الغربية تكيل لنا التهم أننا ضد حرية الفكر والمفكرين ! وهم أنفسهم يهاجمون كل فكر يروج للنازية أو أي قلم ينكر المحرقة مثلا كما حدث مع الكوميدي اليهودي ديودوني الذي تعرض إلى ضغوط هائلة في فرنسا ! هذه الأخيرة التي جربت تجريد الشعب الجزائري من هويته وإسلامه لعقود طويلة لأنها كانت على يقين أن تلك الثقافة والهوية لا بد وستطردهم يوما ما، ورغم كل محاولات طمس الهوية التي مارسها الاستعمار في حق الجزائريين لم تفلح جميعها لأنها اصطدمت بشعب يميل بطبيعته وفطرته إلى التمسك بالهوية والدين والثوابت فبرهن بذلك أنه أكثر الشعوب غيرة على دينه ومعتقده وهويته وتقاليده وأعرافه وهو ما عبر عنه العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس حين قال: شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب. كنت أتمنى من الغيورين على ديننا وثقافتنا وقيمنا أن لا يمنحوا هؤلاء النشاز فرصة الظهور إعلاميا ليتحقق طموحهم في بلوغ شهرتهم المزيفة، وكان يجب أن تكون ردود الفعل ذكية متأنية عبر القانون والقضاء، برفع دعوة قضائية ضد التطرف العلماني والأفكار والكتابات المسيئة للدين والتطاول على الذات الإلهية فكلها جرائم تهدف إلى تهديد وحدة أمتنا وزعزعة هويتنا وزرع الفتن في أوساط مجتمعنا، ومن هنا يجب منع كل الروايات والكتابات المسيئة لتعاليم الإسلام ومقدساتنا لأنه يوجد فرق كبير بين حرية الفكر والإبداع وبين ممارسة العهر الفكري ! وما تمادى هؤلاء في تطاولهم على ثوابتنا ومقدساتنا إلا لأن العقوبة لم تلحق بهم، وعلى الجميع أن يدرك بأن التطرف الديني والتطرف العلماني وجهان لعملة واحدة، فأفعال هؤلاء الملحدين العلمانيين وتطاولهم على الدين دون عقاب سوف يؤدي لفتح باب التكفير ونحن في غنى عن كل ذلك.