انتقد الكثير من الموريتانيين تصرف وزيرة الخارجية الجديدة فاطمة بنت اصوينع التي قامت بأول جولة خارجية لها منذ تعيينها على رأس الخارجية، وطالبوها بمراعاة التقاليد الاجتماعية وعدم مصافحة الأجانب في لقاءاتها الدبلوماسية المقبلة. واستعرت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور الوزيرة تصافح مسؤولين في قمة الاتحاد الإفريقي التي تتولى موريتانيا رئاستها الدورية. وقال أحمد ولد يربى (39 عاما، موظف) إن الأعراف الدبلوماسية تقتضي باحترام خصوصيات المجتمعات الدينية والثقافية، وكان على الوزيرة مراعاة أعراف المجتمع الموريتاني قبل مراعاة الأعراف الدبلوماسية، واعتبر أن الوزيرة ضربت بالعادات عرض الحائط في أول مهمة لها. وقال أحد المعلقين ضمن الحملة ضد الوزيرة الشابة (37 عاماً) "لن نقبل الاستهتار بالعادات التي تدخل في ثقافة العيب وتحرم المصافحة بين الرجل والمرأة الغرباء عن بعضهما"، ودعا آخر الوزيرة إلى الاقتداء بعمدة نواكشوط أماتي بنت حمادي التي تحدت البروتوكول ورفضت مصافحة كبار المسؤولين احتراما لعادات المجتمع. في المقابل، حاول بعض المعلقين الدفاع عن الوزيرة في وجه الحملة التي تتعرض لها. وحظيت بنت اصوينع بترحيب المجلس الوزاري لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، كما تسابق عدد من المسؤولين الأفارقة في افتتاح القمة لتهنئة الوزيرة الجديدة بمنصبها، وحرصوا على التقاط صور معها وهي ترتدي الزي التقليدي الموريتاني. والذي عليه الفتوى لدى كبار العلماء وأئمة المذاهب الفقهية أنه لا تجوز مصافحة الرجل للمرأة التي لا تحل له أو ليست من محارمه. وقد وردت في هذا نصوص عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ منها قوله عليه الصلاة والسلام: "لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" (رواه الطبراني وصححه الألباني). ومنها ما جاء في صحيح مسلم عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت: " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته، قال : اذهبي فقد بايعتك".