اقتنت الجزائر مؤخرا مناظير مراقبة جدُ متطورة من ألمانيا، ستوجه أساسا الى الحدود الجنوبية خاصة مع مالي وليبيا، مما يسهم دون شك في الحد من التحركات المشبوهة للعناصر الإرهابية والمهربين، في هذه المناطق ذات التضاريس الوعرة، التي يرابط فيها أسود الجيش الشعبي والأمن لقص دابر المجرمين، وهو ما يجعل الإرهابيين والمهرّبين تحت الصدمة، بعد تأكدهم من صعوبة تنفيذ جرائمهم مستقبلا. كشف موقع بوابة إفريقيا الإخبارية أمس نقلا عن مصدر أمني وصفه بالرفيع اقتناء الجزائر مؤخرا لمناظير مراقبة جد متطورة من ألمانيا، ستوجه أساسا إلى الحدود الجنوبية خاصة مع مالي وليبي. وحسب ما ذكره ذات المصدر، فإن الشحنة ستدعم أبراج المراقبة التي بدأ الجيش الوطني الشعبي في تجسيدها في عديد النقاط الحدودية الساخنة التي تعرف انتشارا واسعا لشبكات تهريب الأسلحة والبشر دون نسيان تنقل الجماعات المسلحة. وأضاف ذات المتحدث أن المناظر السالفة الذكر مدعّمة بأرقى التكنولوجيات الحديثة التي تسمح باستعمالها حتى خلال العواصف الرملية، وتتميز بالدقة في تحديد المواقع حتى على مسافة تزيد عن ال20 كيلومترا في الأماكن المسطحة، وسيكون لها تأثير إيجابي في مراقبة عصابات الإتجار بالأسلحة، ومافيا تهريب البشر. يأتي كل هذا بعد أيام فقط عن تدعيم وحدات الجيش الجزائري جنوبا بما يزيد عن 3000 جندي إضافي من أجل تعزيز المراقبة، وإقرار الحكومة بميلاد 09 محافظات جديدة، ستعزز التواجد الأمني من خلال إنشاء وحدات ومفرزات للجيش، دون نسيان الهياكل التابعة للأمن والجمارك. يذكر أن الشهر الأول من 2015 جاء ساخنا ومُثيرا على الحدود الجنوبية للبلاد، حين تمكّنت وحدات الجيش الوطني الشعبي من القضاء على عدد معتبر من العناصر الإرهابية وتوقيف عدد غير هين من المهرّبين من جنسيات مختلفة وحجز آليات نقل وأجهزة ومبالغ مالية وكميات كبيرة من المخدرات والوقود، بوجه خاص بمنطقتي عين قزام وبرج باجي مختار (الناحية العسكرية السادسة) في عمليات مختلفة ضمن نشاط تأمين الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة، كما أعلنته وزارة الدفاع الوطني في بيانات متفرقة لها اطّلعت عليها (أخبار اليوم). وفي السياق يرى العديد من المختصين في الشأن الأمني أن سنة 2015 تحمل العديد من التحدّيات الأمنية في طيّاتها، خصوصا في ظل تنامي نشاطات الجماعات الإرهابية والإجرامية بفعل الوضع غير المستقر على الحدود)، هذا الوضع من الممكن أن يتفاقم -حسب ما أكده الخبير علي الزاوي في تصريح سابق ل (أخبار اليوم)- في حال إذا تمّ التدخل عسكريا في ليبيا، وأمام هذا الواقع يشدّد الزاوي على ضرورة رفع حالة التأهّب على الحدود الجنوبية والشرقية التي تشكّل خطرا داهما على أمن واستقرار الجزائر. للإشارة، قرر قادة الجيش في اجتماع لهم قبل أشهر دعم القطاع العملياتي للجنوب بإمكانات عسكرية ضخمة وعتاد متطور ينسجم مع متطلبات مراقبة الحدود في منطقة صحراوية يصعب التحكم فيها، وإدماج وحداتها ضمن منظومة أمنية أكثر صرامة وفاعلية من حيث التحكم والتدخل الفوري، والتشديد الأفضل في الوضع الأمني على الحدود، والاقتراب ميدانيا من المناطق الصحراوية البعيدة التي يعتقد أن الجماعات الإرهابية كما المهربين يلجؤون إليها للابتعاد عن مناظير الجيش والدرك وحراس الحدود. الجيش يُوقف عشرات المهربين نجح الجيش الوطني الشعبي في توقيف عشرات المهربين خلال الأيام الأخيرة، وبهذا الصدد، تمكنت مفارز من قوات الجيش التابعة للقطاع العملياتي لكل من جانت والوادي يوم الخميس من توقيف 11 مهربا وحجز 4 سيارات رباعية الدفع، حسبما أفاد به أمس الجمعة بيان لوزارة الدفاع الوطني. وجاء في البيان الذي تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه أنه (في إطار تأمين الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة، تمكنت مفارز من الجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاعات العملياتية لكل من جانت والوادي بإقليم الناحية العسكرية الرابعة يوم أمس 29 جانفي 2015 في عمليات منفصلة من توقيف أحد عشر (11) مهربا وحجز أربع (4) سيارات رباعية الدفع وكمية من الوقود تقدر ب2260 لترا و1855 قارورة من المشروبات الكحولية ومحركان لسيارة سياحية وأربعة (4) هواتف نقالة). من جهة ثانية، تمكنت مفرزتان من الجيش الوطني الشعبي تابعتان للقطاعين العملياتيين لبرج باجي مختار وعين قزام يوم الأربعاء من توقيف ثلاثة مهربين وحجز ثلاث عربات رباعية الدفع إضافة إلى أغراض أخرى، حسب ما أفاد به يوم الخميس بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح البيان أنه في إطار تأمين الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة تمكنت مفرزتان من الجيش الوطني الشعبي تابعتان للقطاعين العملياتيين لبرج باجي مختار وعين قزام بإقليم الناحية العسكرية السادسة يوم 28 جانفي 2015 في عمليتين منفصلتين من توقيف ثلاثة (03) مهربين وحجز ثلاث (03) عربات رباعية الدفع وثلاثة (03) هواتف نقالة وطنين (02) من مادة الفرينة و(1040) لترا من الوقود وكمية من الذهب تقدر ب(540) غرام). ومن جهة أخرى، وبإقليم الناحية العسكرية الرابعة، (تمكنت مفرزة تابعة للقطاع العملياتي للوادي من حجز كمية تقدر ب(480) لترا من الوقود كانت موجهة للتهريب)، -يضيف- ذات المصدر.
