من توكل على الله كفاه، وعن الخلق أغناه، ومن الأعداء نجاه هو حسبنا وربنا وإلهنا ومليكنا، وهو نعم المولى ونعم النصير، (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً). توكلت عليه فرزقك كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً، وخرجت من منزلك فقلت: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فهُديت وكُفيت ووُقيت، وقُذف إبراهيم -عليه السلام- في النار فقال: حسبي الله ونعم الوكيل فكانت النار برداً وسلاماً عليه، وقالها المسلمون يوم حمراء الأسد -صبيحة يوم أحد- وخرجوا على ما بهم من جراح فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله. فاللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا واصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضى ولا يُقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، بك نصول وبك نجول وبك نحارب، لا نتوكل إلا عليك ولا ننيب إلا إليك، ولا نخاف إلا منك، أنت ملاذنا وأنت حسبنا ونعم الوكيل. ما طابت الحياة وما سعد من سعد إلا بالتمسك بحبلك المتين وذكرك الحكيم وصراطك المستقيم. توكل الأفاضل على الحي الذي لا يموت وسبحوا بحمده، تعلقت قلوبهم به دون سواه وآووا إلى ركنه المكين فنجى نبيه يوم الغار وعافى أيوب من مرضه العضال، وكشف الغمة عن يونس وهو في ظلمات ثلاث، وأمر موسى أن يضرب بعصاه البحر فانفلق فكان مقبرة للطغاة. وعلم الغلام اليتيم أن من توكل على الله كفاه، فقال لمن أراد أن يجعله كابنه ومصطفاه: خلنى للذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذى أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين. فعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين، ففي الآيات تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).