استحضر الكاتب الخاصّ للعقيد عميروش خلال فترة 1957-1958 يوم الأحد بوهران شخصية الشهيد، مقدّما بورتريه عن هذا القائد للحرب للولاية الثالثة التاريخية، مستنبطا من ذاكرته الحيّة وكتابه المخصّص لهذه الفترة. ولدى تنشيطه لمحاضرة حول ذات الموضوع قدّم حمّو عميروش بورتريه إنسانيا لهذا البطل وقائد حرب التحرير الوطني بعيدا عن صورة (الدموي) التي تناقلتها بعض الأوساط. (أثناء جولاته التفتيشية في الولاية الثالثة كان العقيد عميروش يرفع من معنويات الجنود، كان يحبّ دغدغة كبرياء الجزائريين، كان يقول: كفاحنا عادل وسوف ينتصر. الفرنسيون لديهم الطائرات ونحن لدينا الإيمان باللّه واللّه مع أصحاب الحقّ)، كما أبرز هذا الشاهد للثورة التحريرية. وقال السكرتير الخاصّ للعقيد عميروش إن الأصعب لم يكن القتال ولكن المشي يوميا، (كنّا نمشي بمعدل 8 ساعات في اليوم، العقيد عميروش لم يكن رجل المخابئ، كان يتعيّن أن يتفقّد جميع أنحاء ولايته الشاسعة)، وفق المحاضر، مؤكّدا على الطاقة المذهلة التي كان يتمتّع بها الشهيد، والتي كان يحبّ أن يبثّها وسط جنوده لمنحهم الشجاعة. وتحدّث حمّو عميروش عن طرائف ومعارك وعمليات القصف التي كان يقوم بها العدو والعمليات التي قادها العقيد عميروش وجولاته، ويروي بتأثر رحلة 42 يوما سيرا على الأقدام عبر غابة أكفادو وجبال الأطلس إلى غاية تونس بناء على أوامر العقيد عميروش لتسليم وثائق سرّية ومبلغ مالي هامّ للجنة التنسيق والتنفيذ في مارس 1958.