بقلم: محمد قروش رمضان هذا العام تلوث بطعم الموت ورائحة الدماء التي تسيل في كل بقاع العالم الاسلامي واسود بصور الجثث والقتلى التي تملأ شوارع المدن من المحيط الى الخليج ، انه رمضان اخر للتمزق والتفرق والتشرذم والتقاتل بين الدول العربية وتنظيماتها المختلفة التى يرى كل فريق فيها انه الحقيقة المطلقة التي لا جدال فيها والتي لا يمكن وجود غيرها حيث يسود منطق الغاء الاخر في كل عائلة وكل حزب وكل تجمع وكل دولة . ورغم ان رمضان هو شهر الرحمات والخيرات والفتوحات التي اعز بها الله المسلمين ضد الكافرين وليس ضد اخوانهم المسلمين كما يفعل خوارج العصر الحديث الذين يقتلون المسلمين ويتفننون في قتلهم بطرق لم يعرف لها التاريخ مثيلا ولا الاسلام سبيلا ..فرمضان العظيم هو غزوة بدر الكبرى التي اعز الله فيها المسلمين وهو فتح مكة العظيم دون حرب او اراقة دماء ..وهوفتح الاندلس على يد طارق بن زياد الكبير وهو عين جالوت التى طرد فيه الحاكم قطز كيد التتار .. وهي فتح عمورية ومعركة الزلاقة وانتصارات نور الدين زنكي على الصليبيين ..وغيرها من الفتوحات الخالدة . ان هذه الانتصارات والفتوحات الرمضانية التي من الله بها على المسلميين كانت بسبب الايمان العميق والصحيح والفهم الصحيح للجهاد الذي فرضه الله على المسلمين لنصرة دينه ضد اعدائه يوم كان المسلمين اخوة متازرين غير متفرقين ولا مختلفين في الفكروالغاية والهدف وهو فرق شاسع بينه وبين ما تقوم به عصابات الخوارج التي تتفنن في قتال المسلمين والولغ في دمائهم المحرمة بعد ان تفرقت امة الاسلام واصبحت شيعا كل حزب بما ليهم فرحين ولا يمكن ان تنتصر امة الاسلام من جديد دون ان تعتصم بحبل واحد يجمع عقيدتها وافكارها وينمي قدراتها وافعالها ويوحد اهدافها وغاياتها بعيدةا عن التشرذم والمذاهب والطائفية التي يكفر بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا لان ذلك هو المصيدة التي ينصبها العداء من اجل الاجهاز عليهم والقضاء على وجودهم .