ترصد أجواء الشهر الفضيل في ديار المهجر مغتربون جزائريون يحنّون إلى بنّة رمضان هناك من أجبرتهم الظروف على البحث عن رزقهم خلف البحار فيهجرون الوطن و الأحباب سعيا منهم لتحصيل لقمة عيشهم ولعل أكثر فترة يزداد فيها شوقهم وحنينهم لأرض الوطن هي فترة المناسبات الدينية خاصة في رمضان أين يشعر الفرد بالدفء العائلي واللمّة الأسرية على طاولة واحدة فيا ترى ما هي أجواء الشهر الفضيل عند من تعذر عليهم إيجاد هذه الفرصة في ديار المهجر؟
ياسف آسيا فاطمة ارتأت أخبار اليوم جمع أكبر قدر من المعلومات بربط الاتصالات هنا وهناك من أجل رصد أجواء رمضان الجالية الجزائرية في بلاد المهجر. البوراك و القطايف يزينان موائد المغتربين بأمريكا الولاياتالمتحدةالأمريكية هي واحدة من الدول التي لا يكثر فيها تواجد الجالية الجزائرية مقارنة بالدول الأوروبية وإن كانت هذه الأخيرة تشهد تزايدا ملحوظا في الآونة الأخيرة نظرا لتزايد عدد المسلمين هناك عبد الرؤوف شاب جزائري قضى حوالي 13 سنة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مدينة أوهايو بالضبط متحصل على شهادة ليسانس من جامعة باب الزوار وهو يعمل الآن في شركة مبيعات يقول عن يومياته في الشهر الفضيل هناك إنه يجتهد في اقتناء المنتوجات التي تميز الطاولة الجزائرية على غرار لحم حلال الذي بات متوفرا بكثرة في كافة الأسواق العالمية والبوراك والقطايف وقلب اللوز وغيرها من المنتوجات فهو لا يجد عناء يذكر في إيجادها نظرا لتواجد عدد معتبر من المسلمين في مدينة أوهايو وأصحاب المحلات يسعون لتلبية طلبات الزبائن في هذا الشهر الفضيل ولأنه يقيم هناك مع أبناء عمه وبعض من رفاقه فهم كثيرا ما يقيمون إفطارا جماعيا فيما بينهم حتى يستمتعون بتلك الأجواء التي تنسيهم نار الغربة خصوصا وأنهم يصومون حوالي 18ساعة في اليوم وعن رأيه في البرامج التلفزيونية الجزائرية قال إنه من أشد المعجبين بمسلسل عاشور العاشر فهو يتابع كل أخبار الوطن أما فيما يخص المساجد فهي موجودة وعددها لابأس به والمسلمون هناك يصلون التراويح و كل صلواتهم بشكل عادي وإن كان التأقلم مع الوضع هناك بالنظر إلى اختلاف الطباع بيننا وبين الأمريكيين الصعب نوعا ما. مساجد الأتراك ببلجيكا تستقطب الجزائريين أما يوسف من بلجيكا الذي قضى حوالي 15 سنة ببروكسل والذي يعمل كموظف في إحدى الدوائر الحكومية هناك قال إنه يقضي شهر رمضان مع أصدقائه في جو تسوده الألفة العائلية المفقودة في ديار المهجر وقال إنه يفضل أخذ إجازة في هذا الشهر الكريم ليتفرغ لأداء الصوم والعبادة بأريحية أكبر خصوصا وأن مشاق الصيام تتضاعف في فصل الصيف وفيما يخص توافر المنتوجات الرمضانية هناك قال إنه لا يعاني من هذه الإشكالية فالجالية المغاربية متواجدة هناك بكثرة وهي لا تقصر في توفير الحلويات بأنواعها وكل ملستزمات هذا الشهر أما المساجد فهي بنظره أجمل محطة في اليوم فهو يفضل الصلاة في المساجد الخاصة بالأتراك نظرا لتلاوتهم للقرآن بطريقة تلامس القلوب وتحيي الروح الإيمانية على حد رأيه. مغتربو فرنسا يحنون إلى أرض الوطن أما كمال من فرنسا الذي قضى حوالي 17 سنة بباريس والذي يعمل كمسؤول حسابات بأحد المراكز التجارية هناك قال إنه يفضل قضاء شهر رمضان مع العائلة في أرض الوطن ولكن بسبب بعض الظروف تعذر عليه القدوم هذه السنة فاضطر لقضاء هذا الشهر مع عائلة صديقه المقيم هناك لأنه لا يحبذ البقاء وحيدا في مثل هذه الأوقات فهو يشعر بالحنين لأرض الوطن حتى وإن كانت فرنسا تضم أكبر جالية جزائرية في العالم فهو يحس بالغربة خاصة في رمضان وعن مشاق الصيام قال إن موجة الحر التي تمر بها أوروبا في الآونة الأخيرة تزيد من صعوبة الأمر وهو لا يخرج في نهار رمضان إلا نادرا لاقتناء بعض الحاجيات الرمضانية المتوفرة بكثرة هناك وهو يفضل التجوال ليلا بعد صلاة التراويح مع رفاقه والسهر أحيانا في بعض المقاهي الخاصة بالجزائريين. رمضان في ديار المهجر صعب جدا على المغتربين بحيث يفتقدون نكهة رمضان أو بنة رمضان في الجزائر التي لا تضاهيها نكهة لكن رغم ذلك يحاولون خلق الأجواء فيما بينهم بالتزاور والتعارف وتقوية الروابط الأخوية بين أبناء الوطن الواحد فالجزائريون معروفون أنهم يد واحدة في أوقات الشدة وأينما حلوا والمغتربون هم أيضا يد واحدة في المواسم الدينية.