بقلم: زين العابدين الغامدي* في خضم الزخم السياسي الإيراني المحموم للحصول على الاتفاق النووي وتقديمها التنازلات تلو التنازلات استطاعت باقتدار أن تدير الأزمة وتجادل عن نفسها أمام التغول الدولي الأممي وبصرف النظر عن عنصريتها الفارسية وأطماعها القديمة في الخليج العربي بل في الدول العربية جمعاء لاسيما في حالة الانهيار العربي الكامل والشامل والذي تتخوف منه دول الخليج بلا استثناء تأتي دعوة (ظريف) للحوار كمحاولة لاختراق فارسي للسياسة العربية المخترقة أصلا ومحاولة لتطمين المجتمع الدولي والظهور بمظهر المسالم ومع كل ذلك فإن الحوار مع العدو مهما كان متغولاً هو أولى من لغة الحرب التي قد نعرف بدايتها ولكن لا يمكن التنبؤ بمداها ونهايتها. ولاشك أن إيران في حرب ضد العرب بتدخلها السافر في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج وليس سراً أن إيران تتعامل مع العرب بوجهين ورغم ذلك فإن التشدد بعدم الدخول في حوار أو رفض لغة الحوار مع إيران أو الجلوس على طاولة حوار واحدة معها حتى تبدي حسن نيتها وانتظار تغيير سياساتها نحو العرب فهذا ليس من السياسية والدبلوماسية في شيء هل ننتظر أن تتحسن أفعالها التي قد تتطور بما لا يحمد عقباه أم ندخل في الحوار ونحاول تقريب وجهات النظر وتلطيف الأجواء العربية الفارسية فالحوار إحدى وسائل الغلبة التي لا تجيدها الحروب كل الحروب المعاصرة كانت خاسرة خصوصا الحرب العراقيةالإيرانية لم نخرج منها بفائدة تذكر عدا إضعاف وتحييد أكبر قوتين في المنطقة كان يرتعد لها الكيان الصهيوني فكان الصهاينة أول المستفيد منها ولا أشك أن بعض مخاوف الخليج مبالغ فيها رغم سياسات إيران في المنطقة. ومن أهم أسباب تلك المخاوف: الشحن الغربي خصوصا الأمريكي الذي كان من أهم مكاسبه للأمريكان عقود بيع الأسلحة وغيرها من استثمارات سياسية واقتصادية في المنطقة والظهور بمظهر الناصر والمعين في نفاق غربي مكشوف. وخلاصة القول: إن الحوار العربي والخليجي مع إيران ستكون مكاسبه أكثر مما نتوقع وأفضل من بقاء شبح الحرب جاثماً على صدورنا والتي يعلم الجميع أنها لو قامت فلن تكون متكافئة والخاسر الوحيد هو العرب والخليج العربي ولاشك أن عاصفة الحزم كان لها أثر كبير في محاولة إيران مغازلة الخليج في الدعوة الظريفة لظريف والجار قبل النار.