حركة البناء الوطني تنظم ندوة لشرح خطتها الإعلامية الرقمية تحسبا للانتخابات الرئاسية    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    دولة فلسطين.. حتمية ودونها سيظل السلام غائبا    بلمهدي يدعو إلى تعزيز التواصل مع خريجي الزوايا سيما من دول الجوار    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    إيران تنفي تعرضها لهجوم خارجي    تخلّص من هذه العادات لتنعم بالسعادة بعد التقاعد..    كيف تتعامل مع قرار فصلك من العمل؟    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    وزارة الثقافة تقدّم ملف "الزليج" ل "اليونسكو"    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المغرب: هيئات نقابية تدعو إلى الانخراط في المسيرة الوطنية التي يخوضها المتصرفون بالرباط    الإعلان عن تأسيس تكتل سياسي جديد    بلعريبي: "عدل 3 سينطلق قريباً وسيساهم في رفع عدد السكنات"    إندونيسيا: إعلان حالة التأهب تحسبا لمزيد من الثورات البركانية    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    إيطاليا تضمن 5 مقاعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    تفاصيل بطاقة الشفاء الافتراضية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمم الألماني لهذا الصرح الديني    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 323 آخرين في حوادث المرور خلال أسبوع    رخروخ: زيادة حظيرة المركبات تفرض استعمال تقنية الخرسانة الاسمنتية في إنجاز الطرق    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    وزارة الثقافة الفلسطينية: العدوان الصهيوني على غزة دمر 32 مؤسسة ثقافية كليا وجزئيا    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية: إحتراف نادي الأبيار التحدي الجديد للإدارة    كرة اليد/بطولة إفريقيا للأندية: حفل إفتتاح بهيج، بألوان سطع بريقها بوهران    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الاتصال : منع دخول الصحفي فريد عليلات الى الجزائر لا يتعلق به كمواطن بل كمبعوث للوسيلة الاعلامية التي يشتغل فيها    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    كأس الجزائر: رباعي محترف يلهب الدور نصف النهائي    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    توقعات بمستوى عال ومشاركة جزائرية مشرفة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل مات اللاجئون اختناقا أو قتلا في النمسا؟
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 08 - 2015

هكذا تحول السوريون إلى مجرد بضائع تكدس وتشحن ثم تقتل
***
أعلنت الشرطة البلغارية البدء بمحاكمة أربعة أشخاص مسؤولين عن موت 71 شخصًا في (شاحنة الموت) كما أسماها الإعلام النمساوي تلك الشاحنة التي كان بداخلها 71 جثة لمهاجرين يقصدون أوروبا وعُثر عليها متروكة على أحد الطرق السريعة في النمسا وقد رجحت الشرطة النمساوية أن غالبية الجثث تعود لمواطنين سوريين وذلك بعد العثور بينهم على وثيقة سفر سورية وكذلك لون البشرة البيضاء للجثث استبعدت احتمال أن تكون الجثث تعود لمواطنين أفارقة.
وصرّحت الشرطة أن المقبوض عليهم هم ثلاثة بلغاريين أحدهم ينحدر من أصول لبنانية ورابع أفغاني وأوضحت المتحدث باسم شرطة النمسا أن بين ال71 شخصًا هناك 59 رجلاً وثماني نساء وأربعة أطفال بينهم طفلة في سنتها الأولى أو الثانية وثلاثة أطفال في الثامنة والتاسعة والعاشرة.
وذكرت السلطات أنه لم يعرف بعد متى ولماذا توفي هؤلاء المهاجرون لكن يرجّح أن يكونوا ماتوا اختناقًا وكانت الشرطة النمساوية قد منعت تصوير الشاحنة والجثث أثناء إخراجهم من قبل وسائل الاعلام إلا أنه قد تم تسريب بعض الصور الملتقطة للشاحنة وظهرت فيها الجثث مكدسة فوق بعضها كما أظهرت كدمات على بعض الجثث فضلاً عن الدماء مما جعل البعض يشك في الحادثة وحيثياتها الغامضة والمجهولة حتى الآن.
كيف قتلوا؟
المراقبون بدورهم طرحوا عدة تساؤلات حول الحادث من بينها: هل ماتوا نتيجة اختناق أو أن هناك جريمة مدبرة أودت بحياتهم؟!
وقد سادت الشائعات حول سبب مقتل أكثر من 70 شخصًا في الشاحنة النمساوية وكانت الشائعة الأولى التي راجت بشكل كبير أن اللاجئين ركبوا بمحض إرادتهم في شاحنة صغيرة للهروب إلى أوروبا وقد قام المهرب الذي أقنعهم بالركوب بتركهم بالشاحنة المغلقة مما أدى إلى اختناقهم وموتهم لكن بعد تحليل الصور المسربة والمعلومات الضئيلة بدأ الكثير بالتساؤل حول هذه الجريمة واستبعد الكثير احتمال موتهم اختناق وبدأت الأسئلة والتكهنات تثار حول قضيتهم وهناك من يشير إلى تعرض اللاجئين الذين بلغ عددهم 71 لسرقة الأعضاء والقتل.
ومن ضمن التحليلات حول القضية التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ما ذكره ألكسندر سبجاكي على صفحته إذ قال: (بالدول الأوربية عندما تتوقف شاحنة على الطريق لعدة ساعات تأتي الشرطة فورًا وبحسب الوصف فإن شاحنة براد الدجاج تتسم بسهولة فتحها والخروج منها فهي ليس كونتينر حديد الذي يصعد فيه عادة بعض المهاجرين مضيفًا: الإشاعة الأقوى والأقرب للصحة هي عملية بيع أعضاء 60 شخصًا مهاجرًا تمت على مراحل وجمعت في براد شاحنة لفترات متفاوتة وكل مرة يضعون الجثث تلو الأخرى حتى امتلأت بها الشاحنة وهربت إلى الطريق السريع وركنت بجانبه وقد لوحظ بين الجثث ما هو قديم وما هو جديد وقد ظهرت متكدسة بشكل منتظم دون أن تكون سقطت فوق بعضها بشكل عفوي.
وأضاف متسائلاً: (من ضمن العشرات لم يفكر أحد عند ركوبه الشاحنة الصغيرة كيف يستنشق الهواء؟).
وطرح (إلكسندر) بعض التخمينات إذ أشار إلى أن اللاجئين ربما كانوا أحياء في الشاحنة قائلاً بما معناه إن هناك أكثر من 50 شخصًا لو تحركوا داخل الشاحنة باتجاه واحد لقلبت الشاحنة ولو قام 50 شخصًا بمحاولة كسر الباب لتم خلعه لأن جدار البراد لوح تول ألمنيوم قليل السماكة وهناك طبقة إسفنج سميكة مضغوطة وطبقة فيبر بسماكة رغيف الخبز.
واختتم بقوله: القصة كاذبة جميع الجثث سرقت أعضاؤها وإذا تجاهلنا هذه القضية فسيتم اختفاء ملابسات الجريمة هناك الكثير من ا_خبار التي تفيد باختفاء اللاجئين منذ ما يقارب الأسبوع وأحدها كان اختفاء 11 طفلاً من النمسا بظروف غامضة كل يوم يحدث اختفاء عائلات وفقدان أشخاص بظروف غامضة والعدد قابل للزيادة .
النمسا تعترض شاحنة موت جديدة.
أعلنت الشرطة النمساوية اعتراض (شاحنة موت) جديدة تقل 26 مهاجراً بينهم ثلاثة أطفال يعانون من الجفاف ووصفت حالتهم بأنها (سيئة جداً).
وقالت الشرطة في بيان (تم نقل الأطفال الثلاثة إلى المستشفى بسبب وضعهم الصحي بالغ السوء. وأفاد الأطباء بأنه تمت معالجتهم من جفاف حاد).
وقال متحدث باسم الشرطة في مقاطعة النمسا العليا (لو تمت متابعة الرحلة لكان الوضع على الأرجح سيكون حرجاً).
وأضاف أن الشاحنة التي أوقفتها الشرطة بعد مطاردتها كانت تقل 26 أجنبياً في وضع غير قانوني أتوا من سورية وبنغلادش وأفغانستان وقالوا إنهم يريدون التوجه إلى ألمانيا.
وتم اعتراض الشاحنة قرب مدينة برونام أم أين قرب الحدود الألمانية. وجرى توقيف سائق الشاحنة الروماني الذي رفض التوقف للخضوع إلى تفتيش روتيني.
ويأتي ذلك غداة العثور على جثث 71 شخصاً في شاحنة موت متروكة على أحد الطرق النمساوية السريعة قرب الحدود المجرية.
من هنا بدأت رحلة الموت
تناول موقع (ميدل إيست آي) البريطاني في تقرير له معاناة اللاجئين على الساحل الليبي الذين يحلمون بحياة أفضل ما يدفعهم إلى الهجرة إلى أوروبا بطرق غير شرعية تعرض حياتهم وعائلاتهم للخطر هربا من حرب أو مجاعة إلى خطر الموت في عرض البحر أو في ظروف غامضة كما حدث مع سوريين في النمسا حيث عثر على العشرات منهم موتى داخل شاحنة للدواجن.
وعرض الموقع طبيعة صعوبة محاربة التجارة بتهريب البشر في بلد يعاني أزمة أمنية وسياسية تحت عنوان (الساحل الليبي يغرق في الفوضى) حيث أوضحت أنه على امتداد الساحل الليبي يحبس اللاجئون في بيوت صغيرة ويمضي عمل المهربين دون رقيب أو حسيب.
ونقل الموقع عن عيسى حارس الساحل المسؤول في جرابولي حيث يجلس وحيدا تحت أشعة الشمس في منتصف النهار على مقعد خشبي ممسكا بيده جهاز استقبال وإرسال ويرمق بنظره البحر قوله: في العام الماضي كان لدينا قارب نستخدمه للخروج إلى البحر ولمحاولة وقف مغادرة العديد من القوارب التي كنا نعدّها خطيرة. أما هذه الأيام فلم يعد لدينا سوى هذه القطعة البالية. وتجدني مضطرا لاستخدام قارب الصيد المملوك لعائلتي .
ومع ذلك يرفض عيسى الاستسلام ويمضي في عمله متحملا عبء الموارد المتقلصة وما يواجهه من تهديدات.
وقبل فترة طلب منه رجلان من المهربين تجاهل مغادرتهما وحينما رفض ذلك أشهرا في وجهه سكينا وفق قوله.
وأضاف عيسى -الذي تجاوز الأربعين من عمره- أنه في ضوء تزايد عمليات التهريب فإنه ليس متأكدا ما إذا كان مثل هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى.
وما يزيد الأمر صعوبة عليه أن قدراته على التعامل مع مثل هذه الحالات أصبحت محدودة. فقبل أيام قليلة اكتشف عيسى قاربا فاتصل بمسؤوليه في طرابلس طالبا العون إلا أن السلطات قررت عدم إرسال قارب الجر الوحيد المتوفر لديهم كما يقول.
وقال عيسى للموقع وهو يشير إلى مجموعة من الأشجار بالقرب من الشاطئ: (انظروا إلى تلك النقطة هذه هي أفضل نقطة للانطلاق بالقوارب إلى البحر فهذه الشواطئ محاطة بالغابات الكثيفة وبإمكان المهربين تجميع اللاجئين هناك استعدادا للمغادرة).
اختار عيسى بدلا من القيام بما هو مكلف به توثيق المشاهد التي تجري من حوله نظرا لشح الإمكانيات المتوفرة لديه.
ويحتوي هاتفه النقال على معرض للصور والمقاطع المرعبة التي أخذها لحطام القوارب وللفظائع التي شهدها خلال السنوات القليلة الأخيرة. ويظهر عيسى في أحد مقاطع الفيديو بينما هو منهمك في عملية إنقاذ محاولا ربط جسد امرأة غرقت بحبل حتى يتمكن من نقل جثتها إلى الشاطئ.
وأشار عيسى إلى أن كل ما يهم المهربين هو المغادرة إلى البحر وكل ما يريدونه هو أن يدفع اللاجئون ثمن التذكرة ولا يهمهم إذا ماتوا على بعد 20 ميلا (32 كيلومترا) من الساحل بعد المغادرة. (لقد خرجت الأوضاع عن السيطرة بل هناك الآن بعض المليشيات التي تنظم مغادرات اللاجئين حتى يحصلوا على المال الذين يمولون به حروبهم).
وأكد السكان في هذه المدينة الساحلية على بعد ما يقرب من خمسين كيلومترا إلى الشرق من العاصمة أن الجميع على المستويات كافة منخرطون الآن في تجارة تهريب البشر وفق ما نقله الموقع البريطاني.
وبعد أربعة أعوام من الثورة التي أطاحت بحكم معمر القذافي يجد كثير من الليبيين أنفسهم يعيشون في خضم حرب أهلية تمخضت عن تقسيم البلاد بشكل كامل. فهناك في جانب الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني التي تتخذ من طبرق في الشرق مقرا لها وتحظى بدعم الجنرال خليفة حفتر.
وفي الجانب الآخر هناك حكومة خليفة الغويل ومقرها طرابلس التي تعُدّ حكومة طبرق فاقدة للشرعية. وما يزيد الأمور تعقيدا وجود ما يقرب من 149 قبيلة وما يقرب من 230 مجموعة مليشيا مسلحة تسيطر على أجزاء واسعة من ليبيا ناهيك عن الوجود المتنامي لتنظيم الدولة في درنا وسيرت وبنغازي.
ولم تفلح كثيرا حتى الآن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل الإصلاح بين المعسكرين الرئيسين.
وأشار الموقع إلى أن ليبيا أصبحت بلدا ينعدم فيه الأمن وتزدهر فيه تجارة تهريب البشر وتنتشر.
اللاجئون بضائع متاجري تهريب البشر
ونقل موقع (ميدل إيست آي) عن شخص لم يرغب في ذكر اسمه الحقيقي وأطلق على نفسه اسم إبراهيم وهو واحد من كثيرين انخرطوا في التجارة في جارابولي ويقوم الآن بدور حلقة الوصل في السلسلة المعقدة لتجارة تهريب البشر الآخذة في الازدهار.
حيث قال إبراهيم: (هنا في هذا المكان نخزن البضائع (ويقصد بالبضائع اللاجئين)) على حد وصفه مضيفا: (نجمعهم في بيوت صغيرة قريبا من البحر. نعطيهم كلمة السر التي ينبغي أن ينطقوا بها عندما يصلون ثم حينما يحل الظلام.. نحرر القوارب ونتركها تذهب).
يقول إبراهيم إنه مثل كثير من مهربي البشر الآخرين يعطي المهاجرين بوصلة ويحاول توجيههم لاتخاذ خط سير مستقيم باتجاه جزيرة لامبيدوسا على بعد ما يقرب من 220 كيلومترا إلى الشمال من ليبيا.
ويبين إبراهيم أن اللاجئين والمهاجرين لا يستطيعون قيادة القوارب لكنه يقول: (ليس من بيننا أحد لديه الاستعداد للسفر في مثل هذه القوارب).
في هذا العام وحده خاطر ما يزيد عن 300 ألف لاجئ ومهاجر بحياتهم وعبروا البحر المتوسط باتجاه أوروبا وهذا مقارنة بما يقرب من 219 ألفا فعلوا الشيء ذاته في العام الماضي بحسب ما صرحت به الأمم المتحدة الجمعة الماضي.
ونزل في سواحل اليونان منذ شهر جوان الماضي ما يقرب من 200 ألف شخص بينما حط ما يقرب من 110 آلاف آخرين في إيطاليا.
وبلغ عدد من قضوا نحبهم وهم يحاولون قطع هذه الرحلة ما يقرب من 2500 شخص ولا يدخل في هذا العدد ستة وسبعون ماتوا قريبا من الساحل الليبي الجمعة الماضي في أحدث مأساة تمنى بها المنطقة.
ونقل الموقع عن إبراهيم أن عملية التهريب تتكون من أجزاء عدة فأولا يتوجب على شخص ما أن يجد مكانا يحتفظ فيه باللاجئين والمهاجرين بينما ينتظرون دورهم. ثم على شخص ما أن يقدم لهم الغذاء ويراقبهم ويسيطر عليهم. وبعد ذلك يتوجب على شخص ما أن يوفر القوارب والمحرك التي تشترى في العادة من الصيادين وذلك قبل أن تناط بشخص ما مهمة جمع المال والتأكد من أن الجميع قد دفع أجرة التهريب.
ويتوقف السعر على جنسية اللاجئ أو المهاجر. فالذين ينحدرون من أفريقيا السوداء يدفعون في العادة ما يقرب من 500 دولار أمريكي بينما يتراوح ما يدفعه القادمون من سوريا ما بين 750 وألف دولار أمريكي للشخص الواحد.
وختم إبراهيم تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه التجارة (نوع من المافيا والكل منخرط فيها وحتى الكتائب التي من المفروض أن تتحكم في المنطقة متورطة فيها).
سلاح البحرية الليبي المشلول
ونقل موقع (ميدل إيست آي) عن المتحدث باسم سلاح البحرية الليبي العقيد أيوب قاسم قوله من مقره في قاعدة طرابلس البحرية إن الوضع في غاية الصعوبة ولا تتوفر لدى السلطات الموارد الكافية للتصدي للمشكلة.
وقال وهو يشير إلى ما تبقى من زوارق السحب التي قصفت قبل أربعة أعوام: (لقد قصف الناتو أسطولنا في عام 2011 ولم يبق لنا منه الآن شيء. لقد ساعدتنا الحكومات الأوروبية على تحرير أنفسنا من نظامنا ولكنها لم تساعدنا إطلاقا على بناء دولة جديدة وهذه هي النتائج: حرب أهلية وما يقرب من 1800 كيلومتر من الساحل بلا حماية ولا رقابة).
وأضاف قاسم: في عام 2013 وعدنا الاتحاد الأوروبي بمبلغ 26 مليون يورو (أي ما يعادل 30 مليون دولار أمريكي) كل عام لتوفير الإمكانيات المطلوبة من قبل حرس السواحل ولكن بسبب الحرب الأهلية تدهورت الأوضاع ولم نر شيئا من المال).
وقال إنه بدلا من ذلك اضطر حرس السواحل إلى الاعتماد على الصيادين المحليين الذين خرجوا إلى البحر سعيا منهم للمساعدة قدر ما يمكنهم وبمبادرات شخصية.
وبادر الاتحاد الأوروبي إلى عقد سلسلة من الاجتماعات حول تدفق اللاجئين والمهاجرين ولكنه فشل حتى الآن في الاتفاق على حل مشترك.
وكانت هناك بعض المقترحات الخلافية التي أعلن عنها في وقت مبكر من العام التي كانت ترى ضرورة أن يشن الاتحاد الأوروبي حملة عسكرية على المهربين في ليبيا إلا أن التعقيدات المتعلقة بتفصيلات الخطة أدت في نهاية المطاف إلى صرف الأنظار عنها.
ويشير الشلل الذي يعاني منه سلاح البحرية الليبي المحصور داخل القاعدة البحرية إلى عدم قدرة ليبيا على عمل شيء بمفردها فالقاعدة البحرية تكاد تغرق في ظلام دامس بشكل شبه دائم بسبب الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي بينما يجلس العاملون فيها الذين لا يتجاوز عددهم العشرة بلا حول لهم ولا قوة أمام البحر.
منقذو أرواح اللاجئين
ورافق موقع (ميدل إيست آي) أحد البحارة ويدعى محمد وهو من الذين يحاولون جاهدين إنقاذ من لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى المياه الأوروبية. ويخرج هو وأفراد طاقمه إلى البحر بحثا عن ناجين في كبد الليل دون أنوار ودون مناظير ليلية ودون رادار أيضا.
يقول محمد: (ليست لدينا إمكانيات ولذلك لا نملك سوى الثقة بحواسنا).
وقال الموقع: (لقد تعلم محمد عبر السنين أن يدبر أموره فما أن يدخل عرض البحر حتى يجلس على حافة القارب ويسترق السمع عله يستدل على قوارب أو بشر).
وقال محمد: (يطلق المهربون قواربهم في العادة ليلا قاربا بعد آخر. والمشكلة التي تواجهنا أننا حينما نعترض قاربا من هذه القوارب فإننا لا نجد مكانا نؤوي فيه اللاجئين. في إحدى الليالي قبل وقت ليس بالبعيد اعترضنا قاربا وكان هناك قارب آخر من ورائه).
وتابع: (كان في كل واحد منهما ما يقرب من 100 أو 120 إنسانا. لم تكن لدي الإمكانية إلا لسحب واحد منهما فتركت الأول لأنه بدا لي في حالة أفضل. رأيت أن أجر القارب الثاني لأنه بدا لي مهددا بالغرق وبالتنفيس ولكني عندما نظرت في وجوه النساء والأطفال وجدتهم مرعوبين ومحبطين. وأسوأ ما في الأمر على الإطلاق أننا مضطرون للخروج بسلاحنا خشية أن يهددنا المهربون).
ويقول محمد إنه هو وأفراد طاقمه يضطرون لمواجهة كافة أشكال النشاطات الإجرامية التي يقوم بها مهربو الوقود والسجائر والبشر.
وأضاف: (عرضت علي وظيفة جديدة براتب أفضل. فهنا ليست الموارد هي التي أصبحت شحيحة فقط وإنما كذلك المال وبتنا نخشى أنهم بقدر قليل لن يستمروا في دفع رواتبنا. ولكني لا أشعر بالرغبة في ترك عملي. لم أترك عملا هو في الأصل إنقاذ للأرواح؟) على حد تعبيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.