تتمسك بعقود الغاز طويلة الأجل وتطوير نشاط التنقيب ** تتمسك الجزائر بعقود الغاز طويلة الأجل في تعاملاتها الاقتصادية مع زبائنها الأوروبيين رغم الضغوط المتواصلة عليها لإزاحة هذا الشرط غير التنافسي حسب ادّعاءاتهم وتراهن حكومة سلال في نفس الوقت على تطوير نشاط التنقيب المكلف فيما يشكل تحديا لتراجع أسعار المحروقات. خالف موقف الحكومة من مستجدات قطاع المحروقات تنبؤات المحللين الاقتصاديين الذين أجزموا أن الأوقات الصعبة وهبوط إيرادات الحكومة ربما تدفعها إلى إبداء مزيد من المرونة في تعاملها مع الزبائن الأوروبيين علاوة على توقعات بتجميد نشاط التنقيب إلى غاية استرجاع سوق النفط عافيته. وقال وزير الطاقة صالح خبري خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش منتدى الأعمال الجزائري- الأوروبي إن العقود الآجلة توفر للزبائن الضمان بالتزود بالغاز وتسمح للجزائر بالاستثمار في مشاريع غاز كبيرة . وأشار الوزير إلى أن الغاز يتطلب استثمارات كبيرة حيث أنه لتمويل سلسلة غازية تفرض المؤسسات البنكية والمالية عقود شراء طويلة المدى وترفض منح قروضها لعقود قصيرة المدى منوها بأن قبول الجزائر بعقود قصيرة المدى يتطلب وجود مصادر تمويل (بنوك أو صناديق مالية) لا تفرض عليها عقود شراء طويلة المدى. وحول سؤال بشأن مشروع رويبة للإنارة الذي من المنتظر أن يصنع لوحات شمسية في إطار شراكة بين فرع لسونلغاز ومؤسسة ألمانية أوضح الوزير أن هذا المشروع لم ير النور بسبب إفلاس الشريك الألماني إلا أنه يتم إنجاز مشروع مماثل في سيدي بلعباس بطاقة إنتاج تقدر ب25 ميغاواط. وبخصوص الشراكة الجزائرية- الأوربية في قطاع الطاقة نوّه الوزير بأن الوقت قد حان للجانبين للانتقال من مجرد علاقات تجارية إلى علاقات استراتيجية بشكل يضمن تقاسم مصالح المؤسسات الجزائرية والأوروبية. وجاءت تصريحات خبري كرد على دعوة بيير شاريير نائب الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية للكهرباء والغاز إنجي إلى مراجعة نظام العقود طويلة الأجل. إذ قال المسؤول الفرنسي أمام المشاركين في المنتدى: إن أغلب الشركات الأوروبية كانت تحصل على الغاز في الماضي بعقود طويلة الأجل بأسعار متوافقة مع سعر النفط ولكن هذه العقود أصبحت بعيدة عن واقع السوق في السنوات الأخيرة حيث انخفضت أسعار النفط وبقيت أسعار الغاز كما هي قبل الهبوط. وأضاف شاريير: مع تزايد الفرق بين أسعار النفط والغاز أصبحت هذه العقود غير تنافسية ولا تعكس واقع السوق في أوروبا . هذا ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المفوض الأوروبي المكلف بأنشطة المناخ والطاقة ميغيل آرياس كانيتي قوله إن الجزائر أحد أهم الشركاء في قطاع الطاقة للاتحاد الأوروبي وأن غازها يمثل عنصرا ضروريا في الخطة الأوروبية للتطور في هذا المجال. وأوضح كانيتي أن الغاز الجزائري يمثل مكونا للمزيج الطاقوي الذي سيسمح لأوروبا بتقليص 40 من انبعاثاتها الكربونية في آفاق عام 2030. ودعا كانيتي الجزائر إلى القيام بما هو ضروري للحفاظ على مكانتها كمصدر رئيسي للقارة العجوز. معتبرا أنها شريك موثوق به ويمكن الاعتماد عليه وبالتالي فإنه من المنطقي اختيار هذا البلد لعقد هذا المنتدى المخصص للطاقة. ووفقا للمسؤول الأوروبي فمن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز السائل بنسبة 50 خلال العشرية القادمة داعيا الجزائر إلى الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة للتمكن من تلبية الطلب العالي لشركائها وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي قائلا إن الجزائر مجبرة على رفع قدراتها الانتاجية . من جانب آخر أكد وزير الطاقة صالح خبري خلال ذات المنتدى أن الجزائر عازمة كل العزم على احترام التزاماتها في مجال إستراتيجية تطوير فرع الاستكشاف والإنتاج بالرغم من تراجع أسعار النفط موضحا أن التوفيق بين توقعات تنامي الاستهلاك الوطني للطاقة وحاجيات التصدير يستدعي من الجزائر مواصلة جهودها الاستكشافية الرامية لتوسيع قاعدة مواردها ومواصلة تحويل الباقة الطاقوية ونمط الاستهلاك الطاقوي.