أطلق عدد من النشطاء في الجزائر حملة ضد (لغة فافا) حيث أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بمئات المنشورات والتغريدات عبر وسم (الفرنسية ليست رمز التقدم) في محاولة لكبح استخدامها والعودة إلى الأصل. وحسب ما أورده موقع (تحيا الجزائر) فإن الوسم -الذي تصدر قائمة الترند في الجزائر- يدعو إلى الاهتمام بالعربية ليثور جدل بين المغردين حول الفارق الكبير بين تعلم اللغات الأجنبية لإثراء المعرفة وإهمال اللغة الأم من خلال الاكتفاء بالفرنسية التي تمثل بوابة الثقافة الفرنكفونية. ولفت المغردون إلى أنه من الجميل التغني بفصاحة اللغة العربية وبأصالة اللغة الأمازيغية لكن الواقع يشهد عزوفا عن استعمالهما مؤكدين أن اللغة هي الهوية والقاعدة الثقافية للمجتمع وهي شريان الحضارة بل هي الأمة بعينها حسب وصفهم. غير أن مغردين آخرين آثروا التعبير بقولهم إن العربية والأمازيغية والفرنسية جميعها لغات تمثل هوية الجزائر ولا ضير من استخدام إحداها في التواصل ليرد آخرون بأن تفضيل التحدث بلغة المستعمر منقصة لا مفخرة. وحاول بعض المغردين التهوين من المسألة بقولهم إن الفرنسية مجرد وسيلة تواصل مثلها مثل أي لغة والحديث بها ليس له بالضرورة تشبع بالثقافة الفرنكفونية على حساب ثقافة البلد العربية. ليأتي رد النشطاء بأن هذه الحجة تسقط على اعتبار أن الإنجليزية هي العالمية لكنها غير مستخدمة وهذا معناه أن الفرنسية مرتبطة بالثقافة التي غرسها الاستعمار مؤكدين أن اللغة وعاء للأفكار والثقافة ورمز الهوية العربية والإسلامية.