وصايا عاجلة على مائدة خيرات العشر: أكثروا من الاستغفار في أواخر رمضان!! الشيخ: قسول جلول يكون الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. علينا في هذه الأيام المباركات نتزود فيها بالطاعات ونكثر فيه من الاستغفار ونعرف بأن فضل الله علينا عظيم فهو الغفور الغفار يغفر الذنوب ويستر العيوب وينفس الكروب ولذلك فقد جعل أوقاتا لمغفرة الذنوب كالعشر الأواخر من رمضان وأسباباً كثيرة لمغفرة الذنوب وستر العيوب من هذه الأسباب: الاعتراف بالذنب والمداومة على التوبة وقد جاءت الأدلة الصحيحة الصريحة بذلك فمن ذلك ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: سمعت النبي - - قال: (إن عبداً أصاب ذنباً) وربما قال: (أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت) وربما قال: (أصبت فاغفر لي فقال ربه: أَعلِمَ عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً أو أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت _ أو أصبت- ذنبا آخر فاغفره؟ فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً) وربما قال: (أصاب ذنباً قال: رب أصبت - أو قال أذنبت - آخر فاغفره لي فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي) ثلاثاً (فليعمل ما شاء).. مفردات الحديث وشرحه: قوله: (إن عبداً) لم يعين هذا العبد وإنما عمم ذلك فيعم هذا الحكم جميع الناس الرجال والنساء الأحرار والعبيد الصغار والكبار قوله: هذا ليس إذنًا في المعاصي ولكن المراد أنه ما دام كذلك كلما أذنب تاب فلا يضره الذنب بعد التوبة لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها لكن على الإنسان الحذر من المعاصي لأنه قد لا يوفق للتوبة ويؤخذ فجأة! وقيل للحسن: ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود؟ فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا فلا تملوا من الاستغفار. (أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب فإن عاد فليستغفر الله وليتب فإن عاد فليستغفر وليتب وإن الهلاك في الإصرار عليها). ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون.. والحديث يدل على عظيم الاستغفار وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه فكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة لا من قال: أستغفر الله بلسانه وقلبه مصر على تلك المعصية فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار. الاستغفار طلب المغفرة باللسان والتوبة عبارة عن الإقلاع من الذنوب بالقلوب والجوارح ويكون الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة. والاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب يعد دعاءً مجرداً إن شاء الله أجاب (ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعملون) فالاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار وإن قال: أستغفر الله وأتوب إليه فإن كان مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب وإن كان مقلعا عن المعصية بقلبه فهو صادق ويتوب إلى الله توبة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا قبل الاستغفار يبدأ العبد بالثناء على ربه ثم يثني بالاعتراف بذنبه ثم يسأل الله المغفرة لما جاء في البخاري من حديث شداد بن أوس عن النبي _ قال: (سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال: (قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). للمؤمن أن يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وقد روى عن النبي أن من قاله غفر له وعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة.