بقلم: خيري منصور لو أعدت قائمة بما نستورده في هذه المنطقة من الغرب لأدخلت على الفور إلى موسوعة غينيس لأنها أطول من خط الاستواء بدءا من قرص الأسبرين حتى الطائرة مرورا بالمضادات الحيوية لكن ما بدأت هذه المنطقة تصدره إلى الغرب بعد النفط هو مضادات الحياة بعد أن فاضت ثقافة الموت عن حاجة هذه المنطقة أما أهداف مضادات الحياة فهي ليست مستوطنات أو ثكنات إنها مباريات رياضية وحفلات موسيقية وأسواق يتجول فيها مدنيون أبرياء وأطفال وما بذله مفكرون ومثقفون من العرب من جهد للرد على أطروحات الاستشراق يتولى إفساده الآن قطعان تحاور الموسيقى بالعواء وتقدم للاستشراق في أقسى ما قاله عنّا ذرائع جديدة بالمجان ! تصدير الموت هو آخر مبتكرات الإيديولوجيات العمياء التي تحشر الدماغ في حذاء معدني كما كان الصينيون يفعلون بأقدام أطفالهم كي لا تستطيل. ولا ندري حتى الآن لماذا يتألف بنك الأهداف للإرهاب من صحف ومكاتب وأندية رياضية وقاعات مخصصة للموسيقى ؟ ولا ندري ايضا لما يستثنى العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض ويستبيح المقدسات من هذه الحرب ؟ قبل أيام قالت لي زوجة ابني الفرنسية إنها كانت تفكر بالذهاب إلى مدينة نيس هذا الصيف ومعها حفيدتي وكثيرا أيضا نجوا بمحض الصدفة من تلك الشاحنة العمياء لأنهم كانوا في مكان آخر. لم يحدث ذات يوم أن شنّت حرب لهذه القذارة ضد الإنسان بصفته إنسانا ما دام الضحايا من مختلف الجنسيات والألوان فهل هناك دين نجهله يبرر مثل هذه الحرب ضد كل من يعيشون ويكدحون على هذا الكوكب ؟ لقد تجاوز سيل الدم الزبى وأغرقها ولم يعد الإنسان في أي مكان آمنا على حياته وحياة أبنائه وأحفاده وإذا كانت البشرية كلها هي المستهدفة فلماذا لا تحشد كل ما لديها للدفاع عمّا تبقى ؟