عكس ما هو شائع لم تعد زيارة المتاحف مقصورة على روادها فقط ممن يتوجهون إليها قصدًا ففي الجزائر نظمت وزارة الثقافة مبادرة وتظاهرة ثقافية تحت عنوان (متحف في الشارع) تهدف إلى تيسير التعرف على مقتنيات المتاحف وترغيب الجمهور في زيارتها والإقبال عليها. المواطن محمد رابح اصطحب زوجته وأولاده الثلاثة إلى تظاهرة (متحف في الشارع) التي تنظمها وزارة الثقافة بأحد شواطئ العاصمة حتى يكتشف معهم عالم المتاحف كون عائلته لم يسبق لها أن زارت هذه الأماكن الثقافية رغم امتلاء محافظات البلاد بالعشرات منها. يقول رابح في حديثه مع بوابة (العين) الإخبارية وهو يتنزه في كورنيش الصابلات الذي احتضن التظاهرة إن زيارة المتاحف لم تكن يومًا من اهتماماته لأن هذه الأماكن مجهولة تمامًا بالنسبة إليه حيث يفضل قضاء أوقات راحتهم مع عائلته الصغيرة في أماكن أخرى لافتًا إلى أن هذه التظاهرة يمكن أن تغير نظرته في المستقبل للمتاحف. ولا تختلف نظرة كثير من الجزائريين إلى المتاحف عن الرأي السابق فالكثير منهم يفضلون شواطئ البحر أو الغابات أو ارتياد مراكز التسوق والحدائق العامة بدل الذهاب إلى المتاحف رغم أن العاصمة الجزائرية وكثير من المدن الأخرى تعجّ بها وهي متاحف تروي تاريخ الجزائر الثوري والإنساني في مختلف العصور التي مر على البلاد. هذا الواقع اعترف به وزير الثقافة عز الدين ميهوبي حين قال في افتتاح تظاهرة (متحف في الشارع) إنه يشاهد في الكثير من دول العالم طوابير للدخول إلى المتاحف لكن هذا يغيب في الجزائر -حسبه- التي ينبغي أن تستعيد ثقافة زيارة المتاحف والاطلاع على ما فيها من كنوز.