كثيرون يرفضون الفكرة جملة وتفصيلا كيف نحضر الطفل للذهاب إلى المدرسة لأول مرة قد يكون اليوم الأول للطفل في المدرسة من أجمل وأروع الأيام ليس فقط للطفل بل لوالديه أيضا. وقد يكون على النقيض من ذلك تماما حيث تبدأ معركة يومية من البكاء والهروب والتمارض والرجاء بأن لا يذهب إلى المدرسة ولعل النسبة الأعلى في مجتمعاتنا العربية هي من النوع الثاني فمن واجبات الأسرة حتى تجعل من المدرسة مكانا جاذبا اختيار العمر المناسب الذي يستطيع فيه الطفل أن ينسجم مع البيئة الجديدة. فمن المشاهدات في السنوات الثلاث الأخيرة ميل الكثير من الأسر لأن يلتحق الطفل في عمر مبكر بالروضة فيتناسى الأهل أن بناء القدرة الاجتماعية عنده لم يكتمل بعد ولم يزل التعلق الوجداني بوالدته من أهم ما يسعى إليه في حياته في حين أن السن المناسب لذهاب الطفل للروضة اجتماعيا ووجدانيا هو عمر الأربع سنوات وليس قبل هذا العمر. طبيعة الحديث عن المدرسة من جهة أخرى فإن طبيعة الحديث عن المدرسة أمام الطفل تلعب دورا هاما في ذهنه عن طبيعة هذا المكان الجديد فالبعض يميل إلى التهديد بالمدرسة وأن الأم ستكون سعيدة عندما يذهب الابن إلى المدرسة لأنها ستتخلص منه لساعات وبأنه لن يستطيع أن يتحرك في المدرسة كما يتحرك بالبيت وغيرها من الأوصاف التي تجعل من المدرسة مكانا لا يرغب الطفل بالذهاب إليه بل يعتبره مكانا للعقاب ولطمس معالم شخصيته. لذلك ومن البديهيات التي ننصح بها الأسرة في تهيئة الطفل للمدرسة أن تُوجد رابطا إيجابيا بينه وبين المدرسة من مشاركته في اختيار مدرسته وحاجياته المتعلقة بالمدرسة إضافة إلى الحديث بطريقة في غاية الإيجابية والتشجيع عن المدرسة وسحب كل لغة تهديد بالمدرسة. وفي الأيام الأولى التي يعود فيها الابن من المدرسة على الأم أن تهتم بحسن الإصغاء إلى تعبير الطفل الوجداني واللفظي عن المدرسة لتكون الأم داعمة له بطريقة إيجابية ولا داعي لتأمين الحماية الزائدة له من مشاكل المدرسة بل عليها أن تمدحه على ما قدم من عطاء أثناء اليوم المدرسي وتبين له أنه قادر على حل مشكلاته والتواصل مع الآخرين بكل كفاءة واقتدار. علاقات اجتماعية سريعة ومن ناحية أخرى فإننا ننصح الأمهات بتكوين علاقات اجتماعية سريعة بين الأسرة وأسرة طفل آخر على الأقل تكون هذه الأسرة مناسبة لاختيارها كأسرة ولطفلها كذلك لأن هذه الصداقة خارج أسوار المدرسة تنعكس بظلالها على الأطفال داخل المدرسة.. ومن أهم الوصايا للأمهات والآباء هو عدم التركيز والإلحاح على الطفل لكي يحدثهم بكل ما جرى في المدرسة والأولى ترك الطفل ليتحدث براحته عن يومه المدرسي فهذا يشعره بالثقة والراحة أكثر من يوجد في وسط والديْن لحوحين في معرفة كل ما جرى في مدرسته. أما فيما يتعلق بواجب المدرسة فلا بد في هذه الحالات أن تفتح المدرسة أبوابها قبل بدء العام الدراسي بشهر على الأقل للطلبة الذين سيلتحقون بها لأول مرة وتعد برنامجا ترفيهيا مميزا لمدة يومين في الأسبوع على الأقل يتواصل فيه الطلبة وأولياء الأمور والمدرسون في جو من المرح والسعادة حتى يربط الطفل مشاعر السعادة والسرور بهذا الجو الجديد سواء من المباني إلى المعلمين إلى الطلبة الزملاء وبهذا تكون المدرسة من خلال تنظيم نشاط من هذا النوع قد اختصرت أكثر من نصف المشكلة التي تواجهها كل سنة لليوم الأول من الدوام للطلبة الجدد. اللعب لتقريب الطالب الخائف كما أن المعلمات عليهن أن يجعلن من وقت المدرسة ومنذ اللحظة الأولى جاذبا للطفل وذلك من خلال العمل الجماعي بين الطلبة والدمج التعاوني وكذلك من خلال التعلم باللعب الذي يبتعد بالطالب الخائف عن جو التفكير في الأسرة إلى جو الاستمتاع مع المعلمة والزملاء واللعب. إضافة إلى ذلك فإن للابتسامة في وجه الطفل سرا مميزا في الشعور بالراحة والسعادة والطمأنينة وهي الثلاثية التي يبحث عنها الطفل في كل بيئة يعيش فيها وهنا لا بد من تسجيل الاستغراب من كل معلم أو معلمة يستقبل طلابه بوجه عابس أو يعبس في وجه طالب لأنه أخطأ في تنفيذ مهمة ما أو يصرخ في وجهه لأن هذا العنف الرمزي أو اللفظي هو سبب ليس فقط لكراهية شخص المعلم والمدرسة فحسب بل هو كذلك سبب لهدم هذه الشخصية التي أمامه وتحويلها من طفل ناجح إلى طفل بائس.