قد يكون من المؤكد وإلى أبعد الحدود، خاصة وأن كل المؤشرات تدل دلالة قاطعة إذا استمرت الأطراف الرئيسة المشاركة في الانتخابات الأخيرة، تتملص من لعب دورها الحقيقي في إرساء قواعد الديمقراطية، وهذا بتنفيذ ما أفرزته الصناديق من نتائج، والتي، كما يعرف الجميع، كانت لصالح القائمة العراقية بقيادة أياد علاوي المحسوب شكلا على أهل السنّة. وقد دلت أيضا عملية الفرز التي طالبت بها قائمة دولة القانون التي احتلت المرتبة الثانية في الانتخابات، على أن ما ذهب إليه المالكي محض افتراء، وهو ما عزز موقع رئيس الحكومة السابق أياد علاوي، الذي نفى أن تكون القائمة العراقية التي تزعمها قد شاركت في عمليات تزوير حتى يتمكن من ضمان الفوز في الانتخابات العامة التي جرت في الثامن من مارس الماضي..! غير أن تصريحات الأمير تركي الفيصل المدير السابق لجهاز المخابرات السعودية ،الذي لم يقل كلاما عبثا، خير دليل على أن الأمور بالعراق تمر بأشد حالاتها، قال الفيصل: »فبالإضافة إلى الفوضى العارمة التي يعرفها العراق والتدهور الأمني المتأزم أصلا، فإننا بصدد حضور تصرف غير محسوب العواقب للوزير الأول »المالكي«، للاستحواذ على نتائج الانتخابات وحرمان الشعب العراقي من حكومة منتخبة بطريقة شرعية..! وهي إشارة إلى موافقة المحكمة العليا العراقية على إعادة فرز وعدّ أوراق مكاتب الانتخابات العاصمة بغداد، وأيضا سعيه لتشكيل ائتلاف شيعي بهدف تشكيل حكومة جديدة برئاسته رغم أحقية أياد علاوي في ذلك، كونه حصل على أكبر عدد من مقاعد الجمعية العامة »البرلمان«..! نحن لا نتمنى أن تقوم حرب أهلية في العراق »فما فيه يكفيه«، ولكن تحذيرات الأمير فيصل وهو إلى جانب أنه كان مشرفا على المخابرات، شغل لعدة سنوات سفيرا لبلاده في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، وهو لا شك أنه مدرك لما يقول، ولكن تصرفات نوري المالكي وتدخّل إيران وتمسّك الشيعة بقيادة العراق، قد يشعل العراق نارا، ويحول المنطقة كلها إلى بركان متأجج..!