تنقل شهادات حية: مواطنون يروون تفاصيل نجاتهم من حادث القطار قبل دقائق عرفت الجزائر خلال السنوات الأخيرة العديد من المآسي وحواث المرور التي تخلف يوميا العشرات من القتلى والجرحى بإصابات متفاوتة الخطورة ومنها حوادث القطارات الخطيرة التي تخلف مآس آخرها كان اصطدام قطارين بمدينة بودواو بولاية بومرداس ومثل هذه الحوادث عادة ما تتسبب في الكثير من المشاكل النفسية للضحايا لاسيما هؤلاء الذين نجوا من الحادث بقدرة الله تعالى.
عتيقة مغوفل شهدت مدينة بودواو بولاية بومرداس مساء السبت الماضي حادث اصطدام مروع بين قطارين كانا يسيران على نفس السكة أحدهما كان متوجها من محطة الجزائر إلى محطة بومرداس والثاني قطار سريع كان متوجها من محطة الجزائر العاصمة أيضا باتجاه ولاية سطيف أين اصطدم أحدهما بالآخر في محطة بودواو وقد خلف الحادث قتيلا واحدا يتعلق الأمر بسائق أحد القطارين بالإضافة إلى أزيد من 190 جريح إلا أن خطورة الحادث الذي كان مروعا للغاية زرع الرعب في قلوب الناس وكان الوقع أشد على هؤلاء الناجين من الحادث الذين اقتربت منهم أخبار اليوم لرصد شهاداتهم الحية عبر هذا المقال. نجا من الحادث بعد تأخره ب 10 دقائق من بين الناس الذين شاءت الأقدار وكتب لهم عمرجديد (محمد) شاب في العقد الثاني من العمر هذا الأخير يقطن بالجزائر العاصمة ويعمل بمنطقة بودواو بإحدى المؤسسات الخاصة كل مساء خميس يقوم بالذهاب إلى البيت من أجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع عائلته ومن ثمة يقوم بالرجوع إلى منصب عمله يوم السبت وذلك حتى يستأنف مهامه صبيحة الأحد توجه كعادته إلى محطة القطار من أجل الركوب في القطار المتوجه إلى ولاية بومرداس على اعتبار أنه أحسن وأسرع وسيلة نقل يستعملها من أجل الذهاب إلى عمله وحين توجه إلى المحطة أمسية السبت وجد أن القطار قد غادر المحطة 10 دقائق قبل وصوله وهو ما أثار غضبه كثيرا لأنه اضطر لانتظار القطار الثاني الذي كان سينطلق من محطة العاصمة بعد حوالي ساعة من انطلاق الأول ولكن محمد لم يعلم أن تأخره ذاك سينقذ حياته لأن القطار الذي لم يركبه تعرض لحادث خطير وفور سماعه الخبر أصيب بذعر شديد لأنه علم أنه نجا من الموت المحقق وأن الله كتب له عمرا جديدا ومنذ ذاك الوقت قرر أن لا يركب القطارات من جديد وفضل أن يتجه لعمله كل أمسية جمعة في الحافلة أو أنه يستعمل سيارة أجرة ما بين الولايات عوض أن يذهب كل سبت في القطار خصوصا وأن النقل بالسكك الحديدية أصبح غير آمن في السنوات الأخيرة بعد الحوادث المروعة التي أصبحت تسجل.
لأنه يوم عطلة نجت من الحادث ولكن وعلى ما يبدو(محمد) ليس الشخص الوحيد الذي قرر عدم استعمال القطار في تنقلاته اليومية بعد حادث اصطدام القطارين في بودواو خوفا من وقوع حوادث مماثلة ومن بين هؤلاء الآنسة (مروى) التي تبلغ من العمر 22 سنة تقطن ببومرداس وهي طالبة جامعية تخصص كيمياء بجامعة هواري بومدين بباب الزوار بالجزائر العاصمة هي واحدة من الناس المتعودين على ركوب القطار وبشكل يومي حين تذهب للجامعة يوم السبت وساعة وقوع الحادث شاءت الأقدار أنها كانت في المنزل ولم تغادر البيت لأنه يوم عطلة ولا تدرس فيه ولكنها وحين شاهدت الصور الحية التي نقلت مباشرة من مكان الحادث عبر العديد من القنوات الجزائرية وعلى المباشر أصيبت بالذهول من هول الكارثة وبدأت تفكر أنها لو كان يوم دراسة في الجامعة لربما كانت من ضحايا حادث اصطدام القطارين وربما كان يستطيع ذاك القطار أن ينحرف عن الطريق وبدأت تفكر في العديد من الأشياء السلبية والمخيفة وفي الأخير قررت أن لا تعاود ركوب القطار مرة أخرى في جميع تنقلاتها إلى الجامعة وفضلت أن تستعمل إما الحافلة أو حافلة نقل الطلبة من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة ورغم أنها هذه الوسائل بطيئة جدا وتسبب تأخرها عن الالتحاق بالمدرج إلا أنه وحسبها يظل هذا الحل أأمن لها من استعمال قطار سريع قد ينقلب بها في أية لحظة أو أنه يصطدم بقطار آخر فيجعلها في عداد الموتى وهي ما تزال في ريعان الشباب على حد تعبيرها.