بطولات هزت الجبال يبيع بستانه بنخلة البطل: أبو الدحداح رضي الله عنه. البطولة: المبادرة إلى الخيرات. تفاصيل البطولة: عن أنس رضى الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لفلان نخلة وإني لا أستطيع أن أقيم حائطي إلا بها فاطلب منه أن يعطيني إياها حتى أقيم حائطي _ حائط البستان _ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة فأبى. فقام أبو الدحداح وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل لي نخلة في الجنة إذا اشتريت نخلته وأعيطتها هذا اليتيم ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لك ذلك فما كان من أبي الدحداح رضى الله عنه إلا أن لحق بذلك الرحل وقال له: أتبيعني نخلتك ببستاني كله ؟ - وكان له بستان به ستمائة نخلة _ فقال الرجل: نعم وباعه إياه. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله إني قد بعت النخلة ببستاني كله فاجعلها بذلك الرجل ففرح النبي صلى الله عليه وسلم وقال: كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة.. كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة.. قال: فأتى أبو الدحداح امرأته فقال: يا أم الدحداح اخرجي من بستاني فقد بعته بنخلة في الجنة فقالت رضي الله عنها: ربح البيع أبا الدحداح ربح البيع. ثم ذهبت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم من التمر وتخرج ما في أكمامهم وتقول: قد بعناه الله ثم ترميه في البستان. * العبرة المنتقاة: من صفات المؤمن بالله عز وجل: أنه سباق إلى الخيرات فلا يدع أي فرصة تفوته فما إن يسمع عن أي باب من أبواب الخير إلا وتجده أول الطارقين له. حيث إن: أبا الدحداح رضى الله عنه ما إن سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخلة في الجنة تُعطى لمن يعطي ذلك اليتيم النخلة بعد شرائها من ذلك الرجل إلا وقام مسرعًا واشتراها ببستانه كله. يقول جل وعلا في كتابه العزيز: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّة عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133] (صفة الصفوة). ......... الرسول كأنك تراه صفة عنقه ورقبته (صلى الله عليه وسلم) رقبته فيها طول أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق. والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها). فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كأن عنق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبريق فضة). أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/210). وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان أحسن عباد الله عنقاً لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر). أخرجه البيهقي (1/304). ومن حديث هند بن أبي هالة وفيه: (كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة). البيهقي (1/287). صفة منكِبيه: عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنه رأيته في حلة حمراء لم أر شيء قط أحسن منه. البخاري الفتح كتاب المناقب باب صفة النبي (6/652) رقم (3551). والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال.