منذ اللحظات الأولى لولادته إلى دخوله المدرسة يتعلّم الطفل فن التواصل وهو مهارة تتطلب من الأم الاستماع المراقبة تحديد الأولويات الفهم والمحادثة.. ويتطوّر التواصل مع والدته مع تقدم سنّه حين يبدأ المشي والكلام ثم مع الآخرين خارج إطار العائلة ويعود إلى الأهل في تطوير ملكة التواصل لديه من خلال اعتماد خمسة أمور هي المفتاح في تعليم الطفل فن التواصل معهم ومع الآخرين. المراقبة منذ ولادة الطفل يتعلم معظم الأهل تدريجًيا معاني الإشارات التي يطلقها الرضيع: البكاء الصراخ المناغاة والالتفافات. فصراخ الطفل وبكاؤه يساعدانه في التعبير عن حاجاته الأولية وطريقة فك الأهل شفرتها والاستجابة لطلبه هما أول الحوارات مع الطفل. وهكذا يُبنى الحوار في شكل سريع لأنه بدءًا من أسبوعه السادس يعرف الطفل كيف يجزي والدته بابتسامة عندما تلبي حاجته عندما تفهم ماذا يريد من وراء صراخه القوي.
الاستماع الإصغاء هو أساس التواصل والطفل الصغير في حاجة إلى انتباه خاص. فهو لا يعرف بعد كل الكلمات أو تحديد مشاعره ووصفها أو رواية قصة كاملة بل هو في حاجة إلى الوقت والإصغاء الجيد فتخصيص الوقت الكافي للاستماع إلى الطفل يشعره بأنه مهم بالنسبة إلى والديه وفي المقابل تتمكن الأم من فك شفرة تعابيره وكلماته.
جعل الطفل من الأولويات بطبيعة الحال وفي سياق الروتين اليومي ليس من السهل على الأم التوقف عن إنجاز عمل تقوم به والاستماع إلى طفلها أو حتى التحدث إليه ومع ذلك من الممكن إيجاد مناخ من التواصل والاستمتاع في يومياتها. التفهم من الطبيعي أن يكون مزاج الأم بعد يوم طويل في العمل متقلباً وكذلك الطفل. فهو أي بعد يوم طويل في الحضانة أو المدرسة ربما تعرض لشجار مع الأصدقاء خضع لعقاب لسوء تصرّف وكذلك نال الكثير من المرح ومارس الألعاب المثيرة وحقق النجاح. من المهم جدًا أن تحاول الأم فهم ما يعيشه الطفل من خلال الاستعلام عن مسار يومه من خلال معلمة الصف هل أخذ قيلولته إذا كان يذهب إلى الحضانة. تأسيس علاقة جيدة مع الأب والتعاون لأجل معرفة مواطن الخلل التي تؤثر في سلوك الطفل. بداية تبادل الآراء والمعلومات حول الأحداث والمشكلات الصغيرة التي يواجهها الطفل. فمعرفتها تساعد الوالدين على فهم طفلهما وحل مشكلاته ويجب أن تكون هناك متابعة مستمرة. التحادث من المعروف أنه كي يتعلم الطفل الكلام على الأهل التحدث معه أولاً وهذا يبدأ منذ لحظة ولادته. والأهل يتحدثون إليه لإعلامه بأنهم يحبونه للعب معه لجذب انتباهه لتعليمه كيف يتناول الطعام والمشي واللعب وأيضًا لتسمية ما يشعر به يتحدثون إليه لأجل التأكيد له أنهم يسمعونه ويفهمونه. أمّا هو فيتعلم خلال اليوم مما يسمعه من أهله حين يسمّون الأشياء المحيطة به ووصف الحركات التي يقوم بها أو التي يقومون بها لذا من الضروري أن يستعمل الأهل الكلمات الصحيحة. فعندما يصف الأهل ما يشعر به الطفل منذ أن كان في المهد ويعلمونه تحديد حاجاته ومشاعره يجعلونه يفهم ذاته وأحاسيسه مثلاً عندما يبكي لأنه يشعر بجوع تقول الأم أو الأب حبيبي تبكي لأنك تشعر بالجوع. ومن المهم أيضًا للآباء والأمهات التعبير عن مشاعرهم الخاصة رواية ذكريات أو قصص خاصة بهم لأولادهم. فجميع الأهل يتمنون أن يتحدث إليهم أطفالهم عن أفراحهم وأحزانهم وأحداث يومهم وهكذا يوجدون مناخًا من الحوار المتبادل. عندما يتحدّث الأهل إلى طفلهم ويعبّرون عما يشعرون به فإنهم يعلمونه فن الحوار والتواصل وبفضل إشاعة هذا المناخ من التواصل والحوار سوف ينمو الطفل ومن دون شك بشخصية قوية منفتحة.