حذر رجل دين مسيحي لبناني التكفيريين من المسيحيين قائلا: إن المتشددين يمكن أن يوجدوا في أي دين وليس الدين الإسلامي فحسب. وتحدث جورج مسوح في مقال نشرته صحيفة النهار اللبنانية عن أنه يحكى الكثير عن التشدّد الإسلاميّ وعن الحركات الإسلاميّة التكفيريّة وعن العنف في الإسلام وعن الهيمنة السلفيّة على المجتمع الإسلاميّ وعن الإرهاب الإسلاميّ... متسائلا (لكن ما هو حال المسيحيّين في بلادنا إزاء هذه العناوين؟). يجيب مسوح وهو مدير مركز الدراسات المسيحية الإسلامية في جامعة البلمند بلبنان بقوله: ليس المسيحيّون أو قسم منهم بمنأى عن التشدّد والتعصّب والتكفير في حقّ مَن يخالفهم الرأي الدينيّ لا سيّما في حقّ أبناء كنيستهم. وتابع : صحيح أنّهم لم يمارسوا إلى اليوم العنف الجسديّ ضدّ مخالفيهم غير أنّهم مارسوا العنف المعنويّ فحكموا عليهم بالنار الأبديّة وبأنّهم ليسوا سوى دمى في أيادي الشياطين. وتساءل: ماذا لو تبوّأ هؤلاء التكفيريّون المسيحيّون السلطة الزمنيّة؟ أما كانوا صاروا على مثال هذه الحركات التكفيريّة المنتشرة اليوم تمارس الإرهاب بلا رادع دينيّ أو أدبيّ؟ ربّما هم سلميّون اليوم على الرغم من أنوفهم وليس لأنّهم سلميّون عن اقتناع راسخ!. وتابع مسوح شرح فكرته بالقول: مسيحيّو بلادنا ليسوا في منأى عن هذا الوباء وباء التكفير. فثمة سلفيّة مسيحيّة سلميّة إلى الآن تنمو بين ظهرانينا باسم الحفاظ على الهويّة الدينيّة والعقيدة المستقيمة. ولا تخلو هذه السلفيّة من الروح الفرّيسيّة أي التمسّك بحروفيّة النصوص الدينيّة التراثيّة الأساسيّة وغير الأساسيّة من دون الأخذ بمقاصد هذه النصوص ومقتضياتها الإيمانيّة وبالسياقات التاريخيّة والظروف الاجتماعيّة التي تفرض ذاتها على كلّ جيل من الأجيال. كما تتميّز بالتمسّك بظاهر الشرائع والقوانين والطقوس والشعائر مع إهمال جليّ لروحها وجوهرها.