التعليم محور رئيسي في حياة الطفل لفترة تزيد عن 12 سنة لذلك اختيار مدرسة جيدة أمر شديد الأهمية ويستغرق الأبوان وقتاً في البحث عن المدرسة المناسبة وتوفير تكاليفها وتأمين ما يحتاجه الطفل ليذهب متحمّساً إلى مدرسته. ومن الطبيعي أن يصاب الأبوان بإحباط عند سماع الطفل يقول (أكره المدرسة) بعد كل الجهد الذي تم بذله. كيف يمكن التعامل مع هذا الموقف؟ عندما يتحدّث الطفل عن مشاكله مع أبويه ويجد آذاناً صاغية تسمع تفاصيل ما يشعر به يساعده ذلك على التطوّر والنمو إذا كان طفلك قد تم تسجيله حديثاً في هذه المدرسة وانتقل إليها منذ فترة قصيرة سيحتاج وقتاً ليعتاد على نظامها وأجوائها. يمكنك شرح هذه الزاوية للطفل وتهدئة توتره وقلقه من المدرسة الجديدة اصطحب ابنك في جولة داخل المدرسة الجديدة وحولها ليعتاد عليها. من ناحية أخرى على الأبوين تدريب الطفل على ما تعنيه المدرسة وهو أولا: جدول المواعيد والحصص والدروس والبرامج. إذا كان الطفل صغيراً واعتاد على تمضية يومه في اللعب الحر سيكون التحاقه بالمدرسة نقلة تطوّر لذلك على الأبوين شرح وإعادة شرح أهمية التزام القواعد والتعليمات المدرسية - أما إذا كان الطفل لا يعجبه أحد المدرسين أو يشكو من عدم وجود أصدقاء له أو من أكل الكافيتريا فتذكّر أن الأمور المزعجة يمكن أن تكون عديدة وهنا دور الأبوين في دعم الطفل للتغلّب على الصعاب التي تواجهه وتدريبه على التعامل معها والبحث بنفسه عن حلول وصيغ تحميه من الظروف غير المواتية. - الزملاء: قد يكون سبب كراهية الطفل للمدرسة وعدم رغبته في الذهاب إليها تعرّضه لمضايقات من زملائه وقد تنطوي هذه المضايقات على سلوكيات عدوانية كالضرب أو السخرية على الأبوين البحث عن السبب واكتشاف ما يتعرّض له الطفل بالضبط واتخاذ الإجراءات المناسبة لحمايته وبشكل عام عندما يتحدّث الطفل عن مشاكله مع أبويه ويجد آذاناً صاغية تسمع تفاصيل ما يشعر به يساعده ذلك على التطوّر والنمو واكتساب الخبرة من التجربة التي يمرّ بها والتغلّب على الصعوبات. تؤكد إحدى الدراسات أن كراهية الذهاب للمدرسة تظهر بالتدريج عند الكبار وفي سن المراهقة بينما تظهر فجأة عند الأطفال صغار السن مما يدل على حدوث صدمة مفاجئة أدت لكره الطفل للمدرسة وفي العادة تبدأ المشكلة بشكوى مبهمة من المدرسة بشكل عام أو مقاومة الذهاب للمدرسة ويذهب للمدرسة بالترهيب أو الترغيب وفي أحيان كثيرة يظهر رفض الذهاب للمدرسة على شكل أعراض صحية مثل فقدان الشهية والقيء والغثيان أو على شكل ألم في الرأس أو البطن ويلاحظ ظهور هذه الأعراض في الصباح قبل الذهاب للمدرسة أو أثناء التواجد في المدرسة كما تؤكد دراسات علمية أخرى بأن الأطفال الذين يرفضون الذهاب للمدرسة غالبا ما يأتون من أسر لها طابع العصبية والتوتر والقلق بينما الأطفال الذين يهربون من مدارسهم يأتون غالبا من أسر كبيرة العدد تكون فيها رعاية الوالدين شبة مفقودة. يجب أن يعتمد العلاج على معرفة السبب الحقيقي وراء كره الطفل للمدرسة وفي الحالات المتقدمة لابد من التركيز على الصدمات النفسية التي حدثت بطرق التحليل والعلاج النفسي ومن المهم إيجاد علاقة بين الطفل والطبيب المعالج تقوم على الثقة والطبيب المعالج هو من يحدد الزمن الملائم لعودة الطفل للمدرسة حتى لا يعود مرغما وتزداد عقدته من المدرسة أما في الحالات البسيطة فيمكن للوالدين علاج المشكلة بالحوار مع الطفل والتعاون مع معلميه.