شاحنات و 404 باشي تنقل التلاميذ لمؤسساتهم حافلة لكل 132 تلميذ بباتنة! يدفع أطفال الدواوير والقرى النائية ضريبة نسيانهم من طرف السلطات المحلية والمركزية بولاية باتنة في ظل العجز المسجل في عدد حافلات النقل المدرسي على مستوى العديد من بلديات الولاية حيث يضطرون يوميا إلى الاستنجاد بسيارات الخواص وسيارات 404 باشي وحتى الشاحنات لا لشيء سوى للالتحاق بمؤسساتهم التربوية. حسب آخر الأرقام المقدمة من طرف مديرية التربية فإن الولاية قامت بتخصيص 216 حافلة للنقل المدرسي بمختلف بلديات الولاية منها 109 حافلة تابعة لوزارة الداخلية والبقية لوزارة التضامن يستفيد منها 26414 تلميذ وهو عدد غير كاف مقارنة بعدد التلاميذ الذين هم في أمس الحاجة لحافلات النقل خاصة القاطنين منهم بالمناطق النائية حيث اكدت الكثير من الصور على مواقع التواصل الإجتماعي بل ووقفت أخبار اليوم على مشاهد لتلاميذ وهم في سيارة 404 باشي بإحدى بلديات الولاية في طريق عودتهم إلى قراهم بعد يوم كامل من الدراسة بسبب عدم استيعاب الحافلات المخصصة من قبل البلدية لهم فيما يضطر آخرون إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام وتتعقد الوضعية أكثر في الأيام الشتوية أين تتحول المسالك والطرقات غير المعبدة المؤدية إلى المداشر والقرى إلى كابوس حقيقي للأولياء والتلاميذ الذين يجدون أنفسهم مجبرين إلى الانقطاع عن الدراسة لأيام دون الحديث عن آثار الظاهرة التي تجبر في الكثير من الأحيان الأولياء على توقيف بناتهم عن التعلم بالنظر لخصوصيات مثل هذه المناطق التي تتطلب تكفلا خاصا بالفتاة الطالبة. جدير بالذكر أن الأرقام المقدمة من قبل مديرية خلال بداية الموسم الدراسي الماضي حول عرض حال النقل المدرسي بمختلف بلديات الولاية هي نفسها التي قدمت هذا العام حيث لم يرتفع عدد حافلات النقل المدرسي ولو بحافلة واحد بعد أن أكدت المديرية تجند 216 حافلة لهذا الغرض فيها ارتفع عدد التلاميذ المستفيدين إلى 28625 تلميذ أي بزيادة فاقت 2000 تلميذ دون أن يقابل هذه الزيادة بتخصيص حافلات نقل أخرى الأمر الذي وضع المئات من التلاميذ أمام موقف حرض من أجل الالتحاق بمؤسساتهم فيها يجد آخرون أنفسهم محشورين كعلب السردين داخل حافلات.