شهدت بورصة أسعار الخضر بجيجل انهيارا لم يسبق له مثيل خلال الساعات الأخيرة وذلك من خلال التراجع الذي مس أسعار أنواع عدة من الخضروات وهو ما دفع بجموع الفلاحين إلى الإقدام على خيارات وصفت بالانتحارية من أجل مواجهة هذا الانهيار المفاجئ الذي أوصل أسعار بعض أنواع الخضر إلى الحضيض . وقد شهدت أسعار بعض أنواع الخضر على مستوى أسواق الجملة بولاية جيجل سقوطا حرا حيث بلغ سعر الكوسة أو “الجريوات “ خمسة دنانير على مستوى سوق “جيمار” الذي يعد أكبر سوق لبيع الجملة بإقليم ولاية جيجل وهو ما ينطبق على أنواع أخرى من الخضروات على غرار البصل وكذا الطماطم ، ما دفع بعدد كبير من الفلاحين الى اتخاذ قرار وصف بالانتحاري وغير المسبوق وذلك من خلال قلع خضرواتهم ورميها في بعض الوديان بدل نقلها الى الأسواق وهو ما أكده عدد من هؤلاء حيث اعترفوا برمي مئات الكيلوغرامات من الكوسة وبعض أنواع الخضر الأخرى على مستوى وديان المناطق القريبة من حقولهم وذلك في خرجة ذكرت الجميع أو بالأحرى المهتمين بقطاع الفلاحة بما تلجأ اليه بعض الدول الأوروبية المتخصصة في إنتاج بعض أنواع القمح والتي كثيرا ما تلجأ إلى رميه في عرض البحر من أجل رفع أسعاره في الأسواق العالمية .هذا وأرجع فلاحو ولاية جيجل قرار رمي بعض الخضروات في الوديان إلى التدني الكبير لأسعار هذه الأخيرة والتي لم تعد كافية حتى لتغطية تكاليف زرع وجني هذه الأخيرة وهذا دون الحديث عن الفائدة التي أضحت من قبيل الحلم الذي لا يمكن إدراكه على حد تعبير هؤلاء خصوصا في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار الأسمدة وحتى أسعار الكراء على اعتبار أن أغلب هؤلاء لا يملكون القطع الأرضية التي يقومون بغرسها بل يقومون بكرائها من ملاكها الأصليين مقابل أموال كبيرة لم يعد بإمكانهم تحصيلها في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي يعيشها سوق الخضر بإقليم عاصمة الكورنيش .