لسنا في وارد الرد على ما تفوهت به زعيمة ذلك الحزب ، التي دفعها الحماس المفرط إلى إطلاق اتهامات باطلة في حق حزب شرعي وقيادته، وهي الاتهامات التي طالت، ظلما وعدوانا، كل المواطنين الذين منحوا أصواتهم إلى هذا الحزب العريق والمتجذر شعبيا، والذي تعرفه صاحبة التصريح جيدا ولا حاجة لنا للتعريف به أو الإشارة إلى شعاره وعنوانه وتاريخه ونضالات أبنائه من أجل الجزائر. لكن لا بأس، من التوضيح بأنه لا يزعجنا كلام طائش وعبثي، وقد كان على من أخطأ لسانها في حق حزب وقيادته أن تنظر إلى نفسها، عوض أن توجه سهامها الضالة- حتى وإن كانت من ورق- إلى الحزب الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان وفي المجالس المحلية، بإرادة الشعب وقوة الصندوق. لقد جرت العادة، أن المهزوم في السياسة والرياضة وفي الفن، عادة ما يلجأ إلى اتهام منافسه الفائز بشتى الاتهامات، في محاولة يائسة وبائسة للمحافظة على ماء الوجه، ولكن هيهات! فالفائز يحتفي بانتصاره، أما الفاشل- كما هو حال صاحبة الافتراء المفضوح- فإنه يلجأ إلى اتهام الغير، لتغطية عجزه وإفلاسه. إننا نتمنى أن تواصل »شيخة« العمال سياستها في تحميل الآخرين أسباب نكساتها، حتى وإن حاولت تجاوزها أو القفز عليها بتلك العنتريات الخطابية والتصريحات النارية والاتهامات الباطلة، التي لا تلبث أن تتحول إلى رماد، بمجرد النزول من المنصة وحين يجف حبرها على الورق! ندرك جيدا، أنه عندما تغيب الحجة لدى الزعيمة وعندما تفقد القدرة على تبرير المواقف، تعود إليها آليا سلوكات التلميذ الخائب، فلا يملك غير أن يبرر رسوبه بمحاولة اتهام المعلم بالتزوير ظلما وبهتانا. هذا هو حال من خولت لنفسها الإساءة لحزب جبهة التحرير الوطني وأمينه العام والشعب معا! من خلال تلك »التهمة الجاهزة« التي أصبحت بحد ذاتها برنامجا سياسيا وخبزا يوميا يتغذى منه المفلسون والمهزومون والمهوسون بالتزوير، إلى درجة أنهم جعلوا منه مشجبا ومطية، للبحث عن السلامة ولتبرئة الذمة أمام المناضلين والأنصار،إن وجدوا! إن لويزة حنون، التي كانت تعرف قبل سنوات بتوجهها التروتسكي، لم تعد اليوم تعرف أين هي وفي أي اتجاه تسير وأي لحن تعزف، لقد ضاعت منها البوصلة وأصيبت بعمى الألوان، حتى أنها تحولت إلى مجرد ظاهرة صوتية، تجتر خطابا متشابها في لغته ومفرداته، لا طعم له ولا رائحة، اللهم تلك الكليشيهات التي ترددها والتي لم تعد ذات جدوى أو فائدة. ويكتشف الملاحظ والمراقب للحياة السياسية في بلادنا، أن قاموس حنون قد ضاع منه العنوان، وأصبح بمرور الوقت عبارة عن كلمات مكررة، تلقيها في كل مكان دون مراعاة الزمان، الذي تغير بمائة وثمانين درجة، وذلك لأن »الزعيمة« لا تعرف التغير ولا تؤمن بالتغيير ولا تقر لمن هم في حزبها بالحق في النطق والاختلاف والتعبير عن الرأي، ولذلك فهي قابعة في المنصب منذ عشرات السنين، لا تتحرك ولا تقبل بأن يقترب أي أحد من »المنطقة المحرمة« أو مملكة لويزة حنون! أما الأفلان فيعترف له الجميع بأنه يعرف التداول على قيادته، وفي الحركة بركة. لم تعد لويزة حنون تعرف ماذا تقول وماذا تفعل، إنها تردد الخطاب ونقيضه، تساند وتعارض، تدعم الكادحين وتعيش حياة المرفهين، تلقي الخطب النارية في البرلمان، تصوت بلا أو تمتنع، لكنها في نهاية المطاف تقبض امتيازات لم تعد تخفى على أحد. لم نعد نعرف على أي رجل تقف لويزة حنون، سوى أنها تردد كعادتها دائما أفكارا بائرة أو كاسدة، تجاوزتها الأحداث وأصبحت من ذكريات الماضي، إلا أن "السيدة" ما تزال لصيقة بها، وكأنها في غيبوبة أو أنها لا تدري أن الزمن غير الزمن. قد نجد ألف عذر ل »الزعيمة« في هجمتها على الأفلان، ونتفهم جيدا ذلك الغضب الذي انتابها، إلى حد احمرار الوجه وانتفاخ الأوداج، ذلك أنها تتحدث عن الأفلان وما أدراك ما الأفلان، ويكفي أن هذا الاسم وحده، يثير الغيظ لدى الخصوم والأعداء.. فليموتوا بغيظهم، لأن الأفلان باق، ما بقي هذا الشعب الكريم والأبي، الذي ما فتىء يجدد الثقة تلو الثقة في حزب الوطنيين الأصلاء والشرفاء، رغم حقد الحاقدين. أما التزوير، الذي تتحدث عنه »الزعيمة« فلها أن »تبرد قلبها« بالاستمتاع بهذه الأسطوانة المشروخة، لن نحرمها من ذلك مادامت تجد فيها اللذة وتمنحها الراحة النفسية وتنسيها عذاب الهزائم التي تلاحقها، لكن لا بأس من التذكير، حتى وإن كنا ندرك أن الذكرى تنفع المؤمنين، بأن الأفلان سيبقى القوة السياسية الأولى في البلاد، بإرادة الشعب وحده، سواء أحبت حنون أم كرهت، اللهم إلا إذا كانت تطعن في إرادة الشعب أو ترى أن الشعب قد أخطأ في الاختيار، فلها أن تقول ما تشاء، لأن القلم عنها مرفوع· أخيرا، هل تعلم »الزعيمة« بأن هجمتها على الأفلان وأمينه العام لن تضرهما في شيء، أولا: لأن الأفلان لا يشعر بعقدة ذنب حتى يصاب بالذعر أو يتأثر بتصريح أحمق، وثانيا، لأنه حزب كبير بتاريخه وقيمه ومبادئه ورجاله ونسائه وثقة الشعب فيه، وثالثا، لأنه يدرك أن لا حرج على »أمينة العمال« بعد أن تعرضت للهجر والهجران، ولم تعد تحصد إلا الأصفار، أما رابعا وأخيرا، فلأن الافلان مطمئن، ولا بأس أن تطمئن السيدة حنون وغيرها، بأن حزب جبهة التحرير الوطني فخور بتحمل المسؤولية كاملة، ليس من سنة 1962 ولكن أيضا منذ أول نوفمبر 1954 إلى اليوم وفي المقبل من الأيام، رغم تهجم »الزعيمة الأبدية«، السيدة حنون، التي نكن لها كل الاحترام، وذلك لأننا نمارس السياسة بأخلاق الفرسان.