حث قائد الناحية العسكرية السادسة للجيش الوطني الشعبي اللواء عثامنية عمار بعين صالح المحتجين ضد استغلال الغاز الصخري إلى تغليب العقل وروح المسؤولية ودعم جهود التهدئة وتفادي أعمال التخريب أو تكسير المرافق والممتلكات العامة والخاصة أو الدخول في مشادات أو اصطدامات مع قوات حفظ الأمن، داعيا إياهم إلى الإسراع في فك الاعتصام سلميا والعودة إلى الحياة الطبيعية وعدم تعطيل مصالح المواطنين اليومية. تنقل قائد الناحية العسكرية السادسة بولاية تمنراست، أول أمس إلى مدينة عين صالح تنفيذا لتعليمات القيادة العليا، حيث التقى بممثلي المجتمع المدني من مواطنين وأعيان المنطقة وعددهم تسعة وعشرون فردا، مؤكدا حسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني على أهمية تجاوب المحتجين مع نداءات التهدئة لضمان الاستقرار بهذه المنطقة. وحسب البيان استمع قائد الناحية العسكرية السادسة خلال هذا اللقاء، إلى انشغالات ومطالب المحتجين ضد الغاز الصخري، حاثا إياهم على تغليب العقل وروح المسؤولية ودعم جهود التهدئة وتفادي أعمال التخريب أو تكسير المرافق والممتلكات العامة والخاصة أو الدخول في مشادات أو اصطدامات مع قوات حفظ الأمن، وداعيا إياهم إلى الإسراع في فك الاعتصام سلميا والعودة إلى الحياة الطبيعية وعدم تعطيل مصالح المواطنين اليومية، وفي هذا الشأن، أكدت مصادر أن السلطات طمأنت المصابين في المناوشات الأخيرة بالتكفل بهم وإمكانية تعويضهم، مشيرة إلى فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت قد حصلت »تجاوزات فردية« من قبل مختلف أجهزة الأمن. كما التقى قائد الناحية مع مختلف مصالح وقوات حفظ الأمن قصد تنسيق الجهود للحفاظ على الأمن والنظام العام في إطار الاحترام الصارم لقوانين الجمهورية، أما فيما يخص القراءات التي وردت في بعض الصحف الوطنية الصادرة نهار أمس، فإن وزارة الدفاع الوطني تنفي بصفة قطعية مثل هذه التأويلات كما يوضح المصدر ذاته. وكانت مدينة عين صالح قد شهدت يوم الأحد المنصرم أحداث شغب وإخلال بالنظام العام قامت بها مجموعة من الشباب الرافضين لعمليات استكشاف الغاز الصخري بهذه المنطقة، وبحسب وزارة الداخلية والجماعات المحلية قام هؤلاء الشباب بمحاولات متكررة للاعتداء والمساس بالممتلكات العمومية منها محاولة اقتحام وإضرام النار في مقرات دائرة عين صالح وببعض المصالح الأمنية المحلية وفي فندق المدينة وفي بعض الشركات العاملة بالمنطقة، وأكدت وزارة الداخلية على أن أعمال الشغب أسفرت عن إصابة أربعين شرطيا بجروح متفاوتة من بينهم شرطيين مصابين بجروح خطيرة، ورغم هذه التصرفات قالت وزارة الداخلية في بيان لها »قنوات الحوار مفتوحة وستبقى دوما مفتوحة في الموضوع«. وكانت مدينة عين صالح وتمنراست منذ عدة أيام مسرحا لمسيرات ووقفات سلمية احتجاجا على استكشاف الغاز الصخري وضد أثاره السلبية على الصحة و البيئة والدعوة إلى إيقافه الفوري، بالرغم من تصريحات رئيس الجمهورية في رسالته الأخيرة بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات، التي تؤكد انه لا يوجد حاليا أي مشروع لاستغلال الغاز الصخري بعين صالح وإنما هناك دراسات وبحوث لمعرفة إمكانيات الجزائر من هذه الطاقة.