قدم إضراب عمال السكك الحديدية معادلة جديدة في عالم الشغل هذه الأيام، فقد أبهر إضراب 9 آلاف عامل وتماسك موقفهم المتتبعين لساحة الشغل، وحتى قيادة المركزية النقابية. العمال الذين فاجأوا الجميع بإضرابهم، رفضوا وعود وتكتيك سيدي السعيد، ورفضوا دعوة وزارة النقل، ورفضوا عرض المدير العام، وأكثر من ذلك رفضوا قرار العدالة القاضي بعدم شرعية الإضراب وضرورة وقفه. المفارقة في الإضراب أن لا أحد تحدث عن الابتزاز والمساومة مثلما يعرفه إضراب عمال التربية أو الصحة كل مرة، من خلال إثارة توقف الحركة والمؤسسات، جراء تعطل وصول إمدادات الوقود، وحتى حدوث أزمة في التموين بالحبوب، وقبل ذلك رهن مصالح الناس، طلبة وموظفين، ودفعهم إلى طوابير محطات الحافلات والطاكسيات.