أستاذ سعد، لا أشك في قدرتك على الكتابة الصحفية، كما لا أشك كذلك في اقتدارك المبهر كلما تعلق الأمر باختيار المواضيع المثيرة. بيد أن الاكتفاء بجودة الصنعة (الكتابة) مع تفضيل الأسلوب المثير، غالبا ما يتم ذلك على حساب الطرح الهادئ والتحليل الموضوعي. لذلك، غالبا ما تكون كتاباتك بالنسبة لغالبية القراء طريقة للتنفيس والإفراغ لا وسيلة للاستفادة والتنوير. لا أدري، فيما إذا كنت واضحا فتفهمني ويفهمني القراء، أو ربما، وهذا الذي أخشاه، أكون قد تسببت في إضفاء غموض أكبر! لذلك أحيلك على مقال رائع للأستاذ عبد الله شريط كتبه تحت عنوان "الحل البارع والحل المفيد" ففيه بيان ذلك. أعتقد أن تناولك للمواضيع عبر مختلف مقالاتك، وتفسيرك لمجريات الأحداث وكيفية معالجتها، يتم، (والله أعلم) من زاوية الحل البارع وليس المفيد، الحل البارع يشفي غليلا آنيا بالنسبة لك وبالنسبة لقطاع واسع من القراء، لكن لا يسهم البتة في تشخيص المشاكل المطروحة منهجيا ولا في معالجتها، إنك كاتب ممتع ومثير بالفعل، لكن احرص أشد الحرص أن تكون مفيدا، فذلك أجدى وأبقى أثرا. وانخراطا مني في الجانب المثير للموضوع الذي تطرق إليه مقالكم المتعلق بدراسة مشكلة الانتصاب، سأعطي بدوري تفسيرا مثيرا (بارعا) فأقول إن المؤتمر موضوع مقالكم قد تكون من ورائه إحدى الشركات التجارية الدولية المصنعة للحبة الزرقاء (الفياغرا)، الباحثة عن تعظيم حصتها السوقية عبر أسواق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة وأن مسؤولي هذه الشركات والغربيين عموما يعرفون درجة هَوَسِ الرجل الشرقي بذكورته، التي غالبا ما يجعلها مرادفا للرجولة، والمصطلح الأولى بصونه ليس الذكورة ولا الرجولة، وإنما "المروءة" حتى لا تقصى النساء. محمد بولحجل الجزائر ملاحظة: لقد أصبت، وملاحظتك القيمة سأحاول الانتصاح بها ما استطعت.. وتعميما للفائدة ارتأيت أن أنشر تعليقك هذا للقراء.