أين تقضي العائلات الجلفاوية عطلة الصيف؟ سؤال محير ويطرح باستمرار وبحدة، خاصة في الأوقات التي تتميز بحرارة الجو من طرف عامة المجتمع في هذه الولاية، وبالأخص الفئة التي تبحث عن مكان ينسيها متاعب 11 شهرا من العمل.. بيد أن الإجابة التي يتفق عليها الجميع في أوساط المجتمع الجلفاوي هي انعدام أماكن الترفيه التي قد تشكل ملاذا يلجأ إليه الموظف والعامل للترويح عن النفس رفقة عائلته وصغاره. هذا المعطى جعل الذين يملكون السيارات كغيرهم من الذين لا يتوفرون على هذه الوسيلة؛ حيث تجد الجميع يفكر في الوجهة التي يمكن أن يقصدها، ليجبر في نهاية الأمر مكرها على التسوق صباحا ثم المكوث بالبيت، ثم القيلولة لسويعات إن تسنى له ذلك، أو مشاهدة التلفزيون. محمد بن جفال، عامل، قال إن عطلة الصيف لا يشعر بها نهائيا كونه لا يخرج من البقعة، حيث يستغل يوم أو أيام معدودة في قضاء بعض المآرب أو التسوق في أسواق المدينة وارتشاق الشاي مع الأصدقاء، أوالذهاب إلى المدن المجاورة كعين وسارة أو حاسي بحبح. وحسبه فإن عائلته لا تبرح البيت إلا لزيارة الأقارب في أحسن الحالات، والسبب هو انعدام الأماكن التي قد تستهويه ويجد راحته فيها. وفي نفس الطرح، يتساءل محدثنا عن الأماكن المحترمة لقضاء بعض الوقت مع العائلة، حيث رد علينا بنفس السؤال أين تذهب في هذه المدينة التي تجبرك على النوم؟. محدثنا استطرد قائلا إن عطلة الصيف إن لم يشغلها طارئ، فإن الحسنة الوحيدة التي يجنيها هي تخلصه من روتين العمل، مشيرا إلى أنه جرب زيارة إحدى الحدائق مع عائلته، إلا أنه اصطدم بهاجس ضعف الخدمات وغياب دورة المياه، وإن فكرنا - يضيف محدثنا- في التوجه إلى إحدى ولايات الشمال لقضاء يوم كامل للتمتع بنسيم البحر، فإن الرحلة ستكون مكلفة ويستحيل القيام بها. أما عادل، فرد على سؤالنا بالتأكيد على أن العائلات، ومن شدة انعدام أماكن الترفيه، أصبحت تقصد في المدة الأخيرة غابات الولاية وبعض الأماكن الطبيعية الواقعة على أطراف المدينة. ورغم أنها مجرد فضاءات طبيعية في الخلاء لا تتوفر حتى على قطرة ماء، إلا أن العائلات تهافتت عليها في خطوة تبرز مدى حاجة العائلة الجلفاوية وبالأخص العاملة منها للمرافق المتخصصة للترفيه وللعب الأطفال. من جانب آخر، أشارت سيدة أخرى إلى أن عطلة الصيف تخصصها للشؤون المنزلية المتراكمة، وفي أحسن الحالات قد تقطع بعض السويعات من أيام الأسبوع للتسوق في المحلات التجارية.. عدا ذلك فلا شيء يذكر انطلاقا من الغياب الكلي للفضاءات المحترمة للكبار أو تلك التي تتوفر على لعب الأطفال وكذا المسابح، ويشار إلى أن هذه الولاية التي يتعدى عدد سكانها ال مليون و200 ألف نسمة، وبها الآلاف من الفئة العاملة، لا تتوفر سوى على مسبحين واحد في مدينة الجلفة تابع للقطاع العام، وآخر في عين وسارة لأحد الخواص .