تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك والتويتر، صور حطام طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي سقطت الاسبوع الماضي في الاراضي المالية، وقارنوا بينها وبين حطام كوارث جوية أخرى ومنها حطام الطائرة الماليزية التي سقطت من أيام في أوكرانيا. فكان الفارق عجيب ويبعث على طرح التساؤلات؟ أين هي بقايا الطائرة ومن أخذها حتى قبل وصول المحققين؟ ومن من مصلحته إخفاء أثار كارثة جوية إذا كان المتسبب فيها حقا هي الصاعقة مثلما يدعي شاهد العيان الذي يتحدث عنه الطرف الجزائري؟ إذا عدنا لكلام أحد الرعايا الماليين الذي علق على الحادث أن الطائرة سقطت وجاء “سرفال” وهو يقصد بذلك أن جنودا فرنسيين أتوا إلى مكان الحادث، فإن في الأمر إن، وفرنسا لديها ما تخفيه وإلا لما مسحت المكان من الحطام تاركة للمحققين ولوزير النقل الجزائري، الذي تنقل بعد يوم من الحادث ذيل الطائرة وفتات لا غير حتى الجثامين سارعت بنقلهم. فهل فرنسا من تقف وراء الحادث وضحت برعاياها لسبب ما، خاصة وأن أغلب من يحملون الجنسية الفرنسية على متن الطائرة ليسوا كلهم من أصول فرنسية وأغلبهم يحمل جنسية مزدوجة؟ فإذا كانت فرنسا هي من أسقطت الطائرة الاسبانية والمؤجرة من الخطوط الجوية الجزائرية، فإن في الأمر رسالة ما تريد فرنسا توجيهها إلى الجزائر، بل قل ضربة تريد من ورائها ردع الجزائر، لكن ماذا بالضبط؟ هل اجتماع الفرقاء الماليين الذي كان منعقدا بالجزائر هو الذي يزعج فرنسا؟ فهي لا تريد حلا حقيقيا لأزمة مالية. وهي من تقف وراء الفوضى الحاصلة في مالي، مثلما كانت وراء الفوضى في ليبيا بتدخلها لإسقاط القذافي، وها هي اليوم تسحب طاقمها الديبلوماسية ورعاياها مثلما فعلت قبلها أمريكا بعد أن حولت ليبيا إلى بؤرة للإرهاب؟ تساؤلات كثيرة يطرجها الجزائريون عبر مواقع الصحف ومواقف التواصل الاجتماعي، وهل انسحاب الطرف الجزائري وصمته حول هذه الجريمة التي استهدفت الجزائر راجع إلى ضعف ما؟ أم أن أيدينا مكبلة بعلاقة ما، وهل لأن فرنسا دعمت عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة هو من أجبرنا على الصمت ومجاراة الطرح الفرنسي. ففرنسا لم تترك شيئا للمحققين حول الحادثة. تضحكني صور الوزير غول وهو مبتسم ويحمل شيئا مغلفا بورق بني على أنه إحدى العلب السوداء للطائرة، مع أن الجميع يعرف أن العلبتين نقلتا من قبل إلى فرنسا، ففرنسا التي نقلت كل الحطام لن تترك أهم شيء وهي العلب السوداء. عمار غول يدرك جيدا أن ما بين يديه ليست علية سوداء، لكنه مجبر على الكذب ولن يخذل رئيس الجمهورية الذي كلقه بالتنقل إلى مالي والوقوف على أثار “الجريمة”، عفوا الحادثة؟! الأكيد أن حقيقة هذه الحادثة ستبقى سرا من الأسرار، لأن فرنسا وحدها من تملك الحقيقة، وستحورها حسب أهوائها لابتزاز الجزائر مثلما فعلت بقضية الرهبان، مع أن مخابراتها هي من كانت تتفاوض مع الإرهابيين الخاطفين، وتريد اليوم بكل الطرق تحميل المسؤولية للجيش الجزائري. عاشت الصداقة الفرنسية الجزائرية؟!