أسدل، مساء أول أمس، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي في العاصمة، الستار على فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر، بحضور سفراء دول الولاياتالمتحدةالامريكية وإسبانيا وفنزويلا. أكد محمد يحياوي، مدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، في كلمة نيابة عن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، أن ”المهرجان الدولي للرقص المعاصر عرف نجاحا باهرا من حيث المستوى الجمالي للعروض المقدمة خلال الطبعة السادسة، بالإضافة الى نسبة الحضور القوي التي ميزت السهرات الفنية، في مشهد شكل حيوية ثقافية على مستوى الجزائر العاصمة”. ودعت وزيرة الثقافة، على لسان يحياوي، إلى ضرورة فتح أبواب كل المؤسسات الثقافية في وجوه المعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة بهدف دمجهم في المجتمع الجزائري وتمكينهم من التعبير بكل حرية من خلال إبداعاتهم. كما عبرت الوزيرة عن دعمها الدائم والمتواصل لجميع الفرق الفنية والثقافية بالجزائر، في خطوة لمواصلة الجهود ومنح مفاتيح الساحة الفنية للشباب الجزائري المبدع. وأعربت من جهتها رئيسة لجنة تحكيم مهرجان الرقص المعاصر، البرتغالية مونيكا غيرورا، عن انبهارها بالزخم الثقافي وتعدد الفنون التي ميز المهرجان الثقافي، خاصة الاهتمام الكبير للثقافة الذي أولاه الفنانون الجزائريون من خلال ورشات العمل والمحاضرات المنظمة بالموازاة مع العروض الكوريغرافية. كما أكدت أن التظاهرة كانت فرصة للتبادل والتقاسم الفكري والإبداعي بين مختلف المهتمين الجزائريين والدوليين بالفن والثقافة. وخلال حفل الاختتام، اكتشف جمهور المسرح الوطني نتاج ورشات التكوين في الرقص العصري، والتي دامت عشرة أيام، تحت إشراف خمسة مكونين دوليين ذوي مستوى عال، على غرار ”راغهوناث ماني” من الهند و”جون ماينا” من كينيا و”دانيال هايوود” من أمريكا، بالإضافة إلى ”خالد بن غريب” من المغرب و”رياض بروال” من الجزائر، وهذا لفائدة 60 راقصا جزائريا قدموا من مختلف ربوع الوطن. وافتتح العروض الراقصة الفنان الهندي ”راغهوناث ماني” بعرض كوريغرافي جمع بين الغناء والعزف على الآلة الوترية السيتار التقليدية، بالإضافة إلى تقديمه لأحد اقدم الرقصات الهندية التقليدية المعروفة باسم ”باهاراتا ناتيام”، وهي رقصة خاصة بجنوب الهند وتواصلت العروض الكوريغرافية بتقديم عرض معنون ”السلام” أشرف عليه الكيني جون ماينا رفقة مجموعة من الشباب الجزائري، حيث تم تجسيده عبر رقصات حملت العديد من الدلالات عن موضوع السلام. كما قدم المكون الأمريكي دانيال هايوود عرض كوريغرافي، ضم رقصات مختلفة امتزج فيها ”الهيب هوب” ب”الفريستايل” و”الهاوس دانس”. كما شهد حفل الاختتام عرضا كوريغرافيا قدمته جمعية شمس للفنون العلاجية، والتي تضم أفرادا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحمل العرض الذي دام 15 دقيقة العديد من الإيحاءات لمجموعة من الاطفال، الذين اختزلوا عبر رقصاتهم بعض الاحلام والرغبات، وكذا حبهم للجزائر عبر جمال طبيعتها الخلابة، التي مثلها أطفال الجمعية عبر أغنية ”ڤوماري”.