أربعة ملايين دولار هو الرقم المالي الذي تم رصده لقيمة التعاقد مع مدير فني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، يدخل في هذه القيمة كافة أعضاء جهازه الفني، والعمل جار للوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص، والخيارات كثيرة ومتاحة، لكن المفاوضات تصطدم بشروط، إما مالية كرفع قيمة العقد أو دفع شرط مالي جزائي بغرض فسخ العقد مع جهة لا يزال يرتبط معها، فيما كان كل المدربين الذين تم التفاوض معهم، يرفضون المضي في التفاوض حين يعلمون بأن المنتخب لا يلعب له أي لاعب محترف خارج السعودية، هذا ليس خبرا أنقله لكم بل إجابات للمتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم، ردا على أسئلة الشقيقة صحيفة ”الرياضية” السعودية، نشرته في عدد الخميس الماضي. أما عن مساعد مدرب المنتخب عبد اللطيف الحسيني، فقد قال المتحدث، إنهم إذا تعاقدوا مع مدرب سيكون من ضمن المدربين المساعدين، أما المدرب الحالي للمنتخب فيصل البدين فقد أبان في حديث لهذه الصحيفة نشر الأحد الماضي، أنه لا مشكلة في لو تعاقد الاتحاد مع مدرب جديد لأنه على بينة منذ الاتفاق معه بأنه سيعمل في أي مكان المنتخب الأول أو الفئات السنية، وقد رفع للاتحاد الآسيوي 64 اسما يحق لهم المشاركة في تصفيات مونديال روسيا 2018 وآسيا الإمارات 2019، ما يعني أن المنتخب تم اختيار عناصره وماض في تحضيراته، ويمكن للبدين والحسيني إكمال المشوار الذي بدأ فعليا في يونيو (حزيران) الماضي، بمواجهة فلسطين وانتهت لصالح الأخضر. إذن، هل هناك قضية يجدر بها أن تشغل بال جماهير الكرة السعودية؟ المتحدث الرسمي للاتحاد يقول ”لا” ونحن معه، ولكن حتى نفهم، عليه أن يقول لنا إذا كان كل مدرب يتم التفاوض معه لتدريب المنتخب يشترط أن يكون هناك لاعبون محترفون خارج السعودية، وكلنا يعلم أنه لا يوجد، وأن أي مدرب مرتبط من الطبيعي أن يحتاج لمن يحرره ماليا من عقده، وأن الملايين الأربعة التي يرصدها الاتحاد لعقد المدرب عبارة عن ”نثريات”، لمدرب عالمي، فلماذا لا يتوقف الاتحاد عن البحث ووجع الرأس وهدر الوقت والجهد والمال؟ صحيح تعاقدت المنتخبات السعودية بكل درجاتها وفي كل سنينها الماضية مع مدربين من كل أصقاع الدنيا، وقائمة الأسماء يمكن أن ينسج بها سجاد ومفارش، ودفع لهم ملايين الدولارات لكن لم نسمع منهم ولا من فاوضهم هذا الشرط، وكان دخولهم، وخروجهم أسرع، وأسهل من الباب الدوار، لكن ما علينا فما يبعث على الطمأنينة أو الغرابة اختاروا ما شئتم أن المتحدث عاد ووفي سياق كلامه وتوقع أن يحسم ملف مدرب المنتخب عقب نهاية ”سوبر” لندن؟ وتفسير ذلك، إما أن الاتحاد سيجبر خلال هذه المدة الفاصلة بين الحوار و”السوبر” عددا من اللاعبين السعوديين على الاحتراف في الخارج ليفوت على المدربين الذين يفاوضهم هذا التلكؤ، أو أن الأربعة ملايين سيضاف لها عشرة أخرى من إيراد ”السوبر” فقد ذكر المتحدث في معرض تسبيبه لعدم نجاح التفاوض الذي يوشك على العام الكامل ”إن القضية ليست مفاوضين فلو فرشنا الملايين لتسابق علينا كل المدربين” لكن ذلك يبدو أنه ليس في ذهن الاتحاد من خلال تأكيد المتحدث أيضًا ”الوضع العام لا يفضل تكرار تجارب سابقة بدفع ملايين باهظة لاسم مدرب يقود المنتخب والتجارب السابقة القديمة لا أريد أن أشير لها ولكن تعاقدنا مع مدرب بملايين الدولارات يدخلنا في متاهات كثيرة”، وما دام أن اتحاد الكرة لا يريد الدخول في متاهات مع أنه في وسطها، ولا يوجد في العالم مدرب يقبل بغير ذلك، فلماذا مرة أخرى لا نبقي على البدين والحسيني، وبما تيسر لهما في الاتفاق وتقفل الملف حتى قبل ”السوبر” لتصبح الرحلة إلى لندن أكثر إمتاعا، أعتقد أنها فكرة ستروق لهم. أكتب هذا الموضوع ليس محاولة للملمة حديث المتحدث فهذا شأنه، ولكن كي نساعد بعضنا البعض، جماهير وإعلاما في ألا نجعل من مفاوضات العام ”المتعثرة” أو ”الفاشلة” قضية تستحق أن نتوقف عندها تلبية لما يدعونا له متحدث الاتحاد فهو أدرى بشؤوننا وما نحسه منا، ولنقف متشابكي الأيدي، رافعي الهامات، ونردد.. اتركوا التعصب وادعموا الاتحاد!!