تعد منطقة شنوة الفاتحة ذراعيها على بعد 75 كلم عن الجزائر العاصمة من أجمل المناطق الساحلية التي تزخر بها ولاية تيبازة، هاته المدينة الجبلية التي لا يزال سكانها متمسكين بتقاليدهم العريقة ويتحدثون بلهجتهم الشلحية تعكس سحر الطبيعة وتروي للأجيال أسطورة المرأة الحامل. الزائر إلى هاته المدينة الساحلية التي يغلب عليها الطابع الجبلي المزدوج بمياه البحر يلمح شكل الجبل وكأنه امرأة حامل مستلقية على رأسها، أما البعض الآخر فينعتها برأس التمساح الغاطس في البحر تمتاز بالهدوء في فصل الشتاء، بينما تكثر الحركة والضجيج في فصل الصيف، أين يأخذك الفضول لمعرفة سر هاته المنطقة الجميلة وحكايتها التي ينسبها أبناءها إلى امرأة حامل تدعى شنوة، عرفت بنبل أخلاقها وكفاحها ضد المستعمر وحبها لمنطقتها، حيث يقصدها الزوار من كل مكان للاستجمام في شواطئها المتعددة. “شنوة” التي تمتد على خليج من الروضة الأثرية شرقا إلى أطراف شاطئ شنوة غربا، تمتاز بكورنيشها الشامخ الذي يمتزج مع زرقة البحر وخضرة وخضرة الجبال. ويعيش في الولاية خليط من العرب وذوي الأصول التركية، أما الأمازيغ وهم الشناوة والشلاحة لا يزالون يتكلمون الأمازيغية بكثرة في الولاية على الرغم من أن الجيل الجديد بدأ يتركها. فالشناوة أو (اشنوين)وهم من الأمازيغ الذين يعشقون البحر ويحبونه كل الحب يقيمون على الشواطئ بقرب البحر يعرفون بالصيد البحري والشناوة يعيشون في جبل صغير اسمه جبل شنوة. زرقة البحر واستجمام فوق الرمال الذهبية تمتاز شواطئ شنوة بتدفق أفواج كبيرة من المصطافين قدموا من عدة ولايات كالبليدة والمدية والعاصمة وحتى المغتربين، بحثا عن الاستجمام كشاطئ “البلج” الذي تختاره العديد من العائلات لقضاء أجمل أوقاتها كونه يتمتع بالهدوء وكذا للاستقرار الأمني، بالإضافة إلى شاطئ الأزرق الكبير المعروف بزرقة مياهه، أين تجذبك رائحة السمك التي تفوح عند مجموعة الشبان الذين اختاروا هذا الشاطئ، حيث يتصاعد دخان المشاوي على بعد أمتار. تاريخ عريق وتشبث بالأصالة يحتار الزائر أو السائح إلى أي مكان يذهب بسبب كثرة المرافق السياحية التي تزخر بها منطقة شنوة، لينتهي المطاف عند البعض إلى زياة بعض الأماكن التي تشتهر بصناعة الأواني التقليدية كالفخار والقلل والجرر المصنوعة بأنامل أيادي أبنائها التي يعتبرونها مصدر رزق لهم وكذا تراث لايمكن الاستغناء عنه، كما تتميز بأكواخ خشبية، أفران مصنوعة بالطين، حليب البقر والماعز، رغيف الشعير الذي يعد غذاء سكان شنوة الأصليين، عائلات ألفت العيش في ذلك المكان ولا يمكن مغادرته حسب رأي سكانها.