هل أفل نجم سعداني، واحترقت ورقته بعد تصريحاته بشأن القضية الصحراوية؟ هل انتهى دوره في مسرحية السلطة، وبدأ المبخرون والمزمرون ينسحبون من حوله؟ هذا ما نستشفه من فشل المبادرة التي دعا إليها للم شمل الطبقة السياسية ولم تغر التسمية (المبادرة السياسية للتقدم في انسجام واستقرار) الأسماء الثقيلة، فقد قاطعتها الأحزاب ذات الأوزان، مثل الأرندي والأحزاب الإسلامية، وحتى حزب العمال، وحضرت حفل افتتاح مقر المبادرة فقط الأحزاب الطفيلية حتى لا أقول المجهرية الباحثة عن التموقع، مثل حزب نجمة ”الإغراء” في تعدد الزوجات، التي خرجت بعد الرئاسيات الأخيرة من المولد بلا حمص، ولن أسمي أحدا! وأيضا الأمينة العامة للاتحاد النسائي، غريمة أويحيى، لغرض في نفس يعقوب! لا أتشفى أبدا، وكم أتمنى لمبادرات لم الشمل مثل هذه التي دعا إليها سعداني أن تنجح، لأننا في حاجة ماسة إلى جبهة داخلية قوية أمام النار التي تحيط بالبلاد من كل جانب، فتهديد داعش والذي هو تهديد النظام العالمي الجديد الذي يستهدفنا لا يمكننا مواجهته إلا بوحدة الصفوف الداخلية، ولنا عبرة في تجارب سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها، كيف خربت البلدان وانهارت أنظمة بسبب التفكك الداخلي. لكن مثلما قلت يبدو أن سعداني بدأ بجمع ”أغراضه” قبيل الرحيل، فلو أنه يحوز شيئا من رضا جهات الظل التي دفعت به إلى الواجهة، وفرضته على رأس الأفالان رغم المعارضة السرشة له من داخل الجبهة، لكانت أحزاب السلطة لبت دعوة الأمين العام. حتى عمارة بن يونس، الذي أهين أول أمس في بلدته وتلقى سيلا من الشتائم اضطرته للهروب قبل الانتهاء من تجمعه، لم يحضر مبادرة سعداني واكتفى بأضعف الإيمان، وأرسل ممثلين عنه. وحده عمار غول بقي وفيا للرجل الذي كان أول من تحالف معه غداة تعيينه، ولا أقول انتخابه على رأس ”الجهاز” قبيل رئاسيات 2014… فهل فهم من مبادرة الرجل، أنه يبحث عن إجماع حول شخصه لأطماع شخصية، وإن وجدت فهي مشروعة، فمن حق كل من يمارس السياسة أن يطمح للوصول إلى الحكم، وإلا فليغير الاتجاه، ويبدو أن عمار سعداني الذي يقول عن نفسه إنه رجل دولة، بدأ يرى نفسه بديلا لرئيس الجمهورية، وقد سبق وقال إن للجبهة مرشحها سنة 2019، وهو خطأ يشبه الذنب الذي اقترفه سلفه لما رأى نفسه بديلا لبوتفليقة في 2014، فحلت به اللعنة من كل جانب. وإذا كان هذا هو الطموح والمحرك للأمين العام لجبهة التحرير التي لا علاقة لها طبعا بجبهة التحرير التاريخية، لا من حيث الرجال ولا من حيث المبادئ والتوجه، فإن مقاطعة الأوزان الثقيلة مثل أويحيى لمبادرة سعداني كانت مقصودة، وقد سبق هذا ملاسنات بين الرجلين عند عودة أويحيى على رأس التجمع السنة الماضية، ووجه نداء لأحزاب الموالاة بتكوين جبهة، إلا أن رد سعداني عليه كان ”الجبهة تسوق ولا تساق”! فهل سينتهي سعداني نهاية شبيهة بنهاية بلخادم، أم أن الرجل أكثر ذكاء ويحظى بدعم جهات نافذة ستحميه من غضب محيط الرئيس؟! الأيام كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات!؟