انتظر مهنيو وعشاق السينما الجزائرية آخر اعمال المخرج الجزائري المقيم في فرنسا إلياس سالم، وكان الموعد، مساء أول أمس، مع فيلمه القصير ” م يشاهد ولم يعرف” حيث عرض في قاعة السينيماتيك في إطار الطبعة السادسة من الأيام السينمائية للعاصمة وبحضور المخرج. في 12 دقيقة قدم إلياس سالم في قالب كوميدي، قصة رجلين وامرأتين تجمعهما بعض القواسم، حيث تكتشف إحداهن خيانة صديقها لها، ما يجعلها تستعين برجل من أجل تصفية حسابها مع صديقها ومحاولة التخلص منه لينتهي العمل بجريمة، يظن مرتكبها أنه ضمن سريتها، وخرج رابحا منها ولكنه يفاجأ في الأخير بمجموعة من الصيادين داهموه أثناء قتله للضحية. الفيلم لم يكن عند تطلعات الجمهور القوي الذي حضر لمتابعته لكونهم اعتادوا على أن المخرج الياس سالم لا يقدم إلا الأعمال الكبيرة، فهو صاحب روائع ”مسخرة” و” الوهراني”، هذين الفيلمين حققا نجاحا كبيرا سواء في الداخل أو الخارج نظرا للدقة والتقنية العالية للمخرج في التعامل مع أحداث السيناريو، ناهيك عن الإدارة الجيدة للمثل، وهو ما لم يكن غائبا في هذا الفيلم الأخير ولكن الشيء الناقص في العمل هو فكرة السناريو التي كانت بسيطة وسطحية لحد ”السذاجة”. وخلال النقاش الذي عقب عرض الفيلم القصير ”لم يشاهد ولم يعرف” ni vu ni connu ” للياس سالم لأول مرة في الجزائر، أوضح الأخير أن الفيلم هو عبارة عن تمرين أو ورشة، نظمت في إطار مهرجان كان السينمائي 2015. تطرق هذا الأخير إلى تجربته مع هذا النوع السينمائي في هذا العمل، معرجا أحيانا على واقع السينما، خاصة في فرنسا، وبالتحديد لدى هؤلاء ممن يحملون أسماء عربية، وأصولا مغاربية، أين أكد أنه توجد نوعا ما صعوبات تواجهها هذه الشريحة في هذا المجال، لكن حسبه هذا لا يعني أن هناك نسبة أخرى كبيرة وعلى النقيض في فرنسا، متفتحة ومتقبلة للأخر. نفس الاتجاه تقريبا ذهب إليه ممثل الفيلم الرئيسي ”سليم لعور فونتان” الذي أدى دور جيلو، والذي أوضح قائلا ”الممثل ذو الملامح العربية، غالبا ما تحال له الأدوار السلبية، فهو حسب البعض الأحسن لتجسيد ذلك العربي والمغاربي، المنحرف، والعنيف”، وأضاف: ”نحن من يجب عليه أن يغير نحن أن يغير هذه النظرة، ولا نتمادى في قبول هذه الأدوار بل ورفضها”. وعن الكاستينغ، اعترف لياس بأنه حرص على اختيار هؤلاء الذين يحملون أسماء مغاربية، رفقة الأوربيين، وقال: ”لا أدري لما فعلت هذا، لكني رأيت أن هذه المناسبة فرصة يجب تقديمها لهؤلاء، قد نكتشف منهم أسماء واعدة...”، كما اعترف ببعض الخلل في الفيلم، لأنه أولا وأخيرا تمرين، حضر في ظرف يومين فقط، لم يمكنه من إصلاح الخلل في السيناريو، لكن وحسبه، المبادرة كانت فرصة له ليعود للفيلم القصير، ومكنته من خوض تجربة أن يخرج فيلما لم يكتب السيناريو، ولا يؤدي فيه. واعتبر لياس سالم أنه من الصعب إنتاج وتقديم السينما في الجزائر نظرا لعدة ظروف متعلقة بالواقع الاجتماعي، إضافة إلى معيقات تقنية، لوجيستية، ومادية، يرى أنها تخلق جوا يعرقل حراك الفن السابع، وتقدمه نحو الأفضل.