* رئيس الدائرة ”اشتكي لمن أردت، حتى رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يعطيك شيئا”. ”أريد سكنا، أين حقي في منزل يأوي عائلتي، لماذا تم رفض ملف استفادتي من السكن..”.. هذه أغلب الشكاوي التي تفد ”الفجر” من مواطنين من مختلف الولايات الذين يقطعون الكيلومترات ليبلغوا مأساة اجتماعية يعيشونها.. حياة بدائية تغيب عنها ملامح التنمية في جميع الأصعدة. مواطنون متواجدون في كل الولايات بدون استثناء، أرهقتهم البيروقراطية. طرق بابنا رجل مسن، هو ”لخضر بن الحاج بوشمبة”، الذي غابت في حياته أسباب الفرحة بعد حرمانه من حقّه في السكن لعقود من الزمن، حيث ولد عام 1940 بأولاد اعمارة عين الملح في المسيلة، لينتقل إلى زاوية الدباغ بتينركوك في ولاية أدرار. أخبرنا المعني أنه كان يقطن منزلا من طوب، لكنه منذ حوالي 10 سنوات يأوي عائلته في محل تجاري في ظروف يومية جد صعبة. اتهم ”لخضر بن الحاج بوشمبة” في حواره مع ”الفجر”، رئيس دائرة تينركوك بولاية أدرار، حيث يصرح أن هذا الأخير قد حرمه من أبسط شيء المتمثل في السكن الاجتماعي، حيث أن الاستفادة من السكن الاجتماعي - حسبه - لا تتم إلا بدفع رشوة للمسؤولين الذين يصرحون بذلك جهارا، ويلجؤون إلى استعمال عبارات استفزازية ضد المواطن الذي لا ينصاغ لمطالبهم غير القانونية ويقصى نهائيا من الاستفادة بسكن. وكشف المعني بالأمر أنه يسكن حاليا في محل تجاري رفقة عائلته لمدة تفوق العشر سنوات، ويسرد قساوة المعيشة في ظله، في الصيف الذي تشتد به الحرارة وفي الشتاء جراء البرد القارص. يؤكد المعني بالأمر أنه تقدم إلى السلطات المحلية لكنه لم يجد آذانا صاغية، وأنه تم تجاهله من طرفها، وبالخصوص رئيس الدائرة، حيث قال له هذا الأخير ”اشتكي لمن أردت، حتى رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يعطيك شيئا”. وأكد لخضر بن الحاج أنه راسل والي ولاية أدرار أكثر من ثلاثين مرة دون أي رد، لتكون آخر رسالة منه موجهة لرئيس الجمهورية بهدف طلب مقابلته، ويلقى بعدها ردا من قبل ديوان رئاسة الجمهورية يوم 26 أكتوبر 2015، والتي جاء فيها ما يلي:”ردا على عريضتكم التي تفضلتم بتوجيهها إلى فخامة رئيس الجمهورية، والمتعلقة بطلب مقابلة دون توضيح موضوعها، يشرفني أن أنهي إلى علمكم أن كثافة برنامج عمل فخامته وتعدد مشاغله لا تسمح له بتلبية رغبتكم في الآجال القريبة القادمة، لذا يرجى منكم موافاته بعريضة توضيحية عن الموضوع المراد طرحه، حيث سيكون محل دراسة متأنية واهتمام”.