* قعلول ل”الفجر”: تونس لا تريد ارتكاب مزيدا من الأخطاء مع الجزائر أخفقت الرباط في جر رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، إلى مدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية، ووضعه في موقف المعترف بالأطروحات الاستعمارية للمغرب، بعد أن أقدم هذا الأخير بشكل مفاجئ على تأجيل زيارة كانت مبرمجة خلال الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وأجل رئيس الحكومة التونسية بشكل مفاجئ، زيارته للمغرب، والتي كانت مقررة أمس الأول، وتستمر إلى غاية اليوم الخميس، لأسباب سياسية، بعد أن كان مبرمجا في أجندة الزيارة أن يحظى الصيد، باستقبال رسمي من طرف الملك المغربي في مدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية، التي يتواجد بها محمد السادس خلال هذا الأسبوع، ما أنقذ تونس من محاولة ”دنيئة” للمخزن بتوريط الصيد، وزعزعة الموقف التونسي من قضية الصحراء الغربية. وكان مرتقبا أن تستمر الزيارة إلى 11 فيفري، وأن يتناول فيها الجانبان المغربي والتونسي بحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وملفات إقليمية على رأسها النزاع في ليبيا، حيث يتعارض الموقفان المغربي والتونسي من حلحلة الأزمة في هذا البلد، إذ ستقوم الرباط بتقديم دعم لوجستي للتحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد داعش ليبيا، بيد أن تونس أبدت معارضة لشن تدخل عسكري آخر يجلب الدمار والفوضى للبلاد. في المقابل، وجد الإعلام الرسمي المغربي مبررات لطلب الصيد، من الحكومة المغربية إعادة برمجة الزيارة بسبب تطورات الوضع الاجتماعي والأمني في تونس، خصوصا بعد أحداث الجنوب، والوضع الصحي الراهن لرئيس الحكومة، حيث حث الأطباء رئيس الحكومة، وفق قول المصادر ذاتها، على الخلود إلى راحة أطول، تمتد لأسبوعين متواليين، بعد الوعكة الصحية التي ألمت به، بداية شهر فيفري، بيد أن الصيد، رفض هذا المقترح الطبي، بالنظر إلى الوضع الأمني في تونس، وهي الرواية التي ساقتها الحكومة التونسية أيضا. وفي ذات السياق، ذكرت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بدرة قعلول، في تصريح ل”الفجر”، أن الدبلوماسية التونسية مضطربة جدا في مواقفها، وتجد نوعا من الحجج لسياستها الخارجية بعد وقوع ازمات، وتابعت أن الصيد، ربما فكر في عواقب زيارته للمغرب، وتحديدا لمدينة الداخلة المحتلة. وأكدت الخبيرة التونسية أن ”تونس ارتكبت أخطاء كبيرة بحق الجزائر، ولا تريد ارتكاب المزيد في علاقتها مع حليف استراتيجي يتقاسم مصيرا مشتركا معها”. ... الرباط تتحدى الشرعية الدولية بعقد ”كرانس مونتانا” في الداخلة المحتلة من جهة أخرى، اعتبر المعهد السلوفيني للدراسات حول الصحراء الغربية، عقد منتدى ”كرانس مونتانا” في الفترة بين 17 إلى 22 مارس القادم، في الداخلة المحتلة، تحديا جديدا للشرعية الدولية. وأضاف المعهد في بيان له أن ”تنظيم منتدى كرانس مونتانا في الأراضي الصحراوية المحتلة يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتشجيعا لسياسة التوسع، وانتهاكا لمواثيق الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، وتهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة”، مدينا ”بشدة” المبادرات التي تسعى إلى إضفاء الشرعية على الأمر الواقع في الصحراء الغربية، ودعا المنظمات الدولية إلى مقاطعة هذا المنتدى الذي يعتبر انتهاكا صريحا للعهود والمواثيق الدولية.