تشيّع مساء اليوم، جنازة العداء الجزائري والبطل الأولمبي والعالمي السابق، محمد علاڤ، بقرية أقني قغران بتيزي وزو، بحضور مقربي وأصدقاء الفقيد، ومسؤولي الرياضة الوطنية، حيث سيتم إلقاء النظرة الأخيرة على نجم ترك سجل ناصع بالألقاب والإنجازات المحلية والعالمية. توفي محمد علاڤ، صبيحة أمس الثلاثاء، بسكناه بالعاصمة، عن عمر يناهز 42 سنة، بعد معاناته الطويلة مع المرض، ليتم نقل جثمانه إلى مدينة تيزي وزو، حيث فضلت عائلة الراحل دفنه بمسقط رأسه، رفقة أقاربه. وسارعت العديد من الجهات الرسمية والشخصيات الرياضية والسياسية إلى بعث رسالة ترحم على روح الفقيد، معتبرة رحيله بمثابة فقدان الرياضة الجزائرية لأحد أبرز نجومها في السنوات الأخيرة. واعتبر رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، مصطفى بيراف، أنه قد تلقى الخبر الصادم ولا يمكن سوى الترحم على الفقيد محمد علاڤ، معتبرا إياه من بين أفضل ما أنجبت الرياضة الجزائرية بشكل عام، ورياضات ذوي الاحتياجات الخاصة بوجه خاص. فضلا عن النتائج الباهرة والحصيلة الثرية التي تعكسها بوضوح الميداليات الأولمبية الستة (6) منها خمسة (5) من المعدن النفيس المحققة خلال الدورات شبه الأولمبية الخمسة التي شارك فيها، والألقاب العالمية ال12 التي زين بها سجله المشرف منذ عام 1994، يبقى محمد علاڤ - دون منازع - الرياضي الأكثر تتويجا على الإطلاق في رياضة المعاقين الجزائرية. علاڤ يعتبر أفضل رياضي جزائري في صنف ذوي الاحتياجات الخاصة يعتبر الراحل محمد علاڤ أفضل رياضي عرفته الجزائر في اختصاصات ذو الاحتياجات الخاصة، حيث حقق انجازات وتتويجات لم يحققها أحد غيره، من نادي اتحاد حسين داي مرورا بجمعية بريد الجزائر ثم مولودية الجزائر قبل أن يقرر قبل أربع سنوات وضع حد لمشواره الرياضي المشرف عندما كان ينشط تحت ألوان المجمع البترولي. فبالإضافة إلى سيطرته المطلقة على الألقاب المحلية والقارية تمكن من البريق في أكبر المنافسات العالمية، و كانت البداية في الطبعة الأولى من بطولة العالم ببرلين (ألمانيا 1994)، وهي المنافسة التي أعلن فيها بصراحة انضمامه للنخبة العالمية من خلال إحرازه لميداليتين منها واحدة ذهبية. وبعد هذه المحطة، واصل محمد علاڤ حصد الألقاب واحد تلوى الآخر، أبرزها الأرقام القياسية العالمية لسباقات ال100 متر و200 متر و400 متر) وهي الأرقام التي استمرت لعدة سنوات وفي الألعاب شبه الأولمبية يعود أول لقب لمحمد علاڤ إلى دورة 1996 بأطلانطا التي فاز فيها بذهبيتي ال100متر وال200 متر، قبل تأكيد قوته أربع سنوات بعد ذلك بإحراز ثلاث ذهبيات في دورة سيدني، ليختم الحصيلة ببرونزية في (أثينا 2004). وتبقى دورة بكين 2008 الأخيرة في مسيرة محمد علاڤ الرياضية. رئيس الجمهورية منحه وسام الأثير حقق محمد علاڤ ألقاب وإنجازات سابقة من نوعها في الرياضة الجزائرية، ما أهله إلى أن ينال أكبر تكريم يمكن أن يناله أي رياضي جزائري، حيث تقلد وسام ”الأثير” من يدي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة سنة 2008، بملعب 5 جويلية على هامش نهائي كأس الجزائر لكرة القدم بين وداد تلمسان وشباب بني ثور.