سيتم تقديم ثمانية عروض لمسرحية "التفاح" لعبد القادر علولة، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ابتداء من 5 سبتمبر المقبل، في إطار جولة للتعاونية المسرحية الوهرانية "استجمام". وتدخل هذه الجولة التي تتواصل إلى غاية 2 أكتوبر المقبل، في إطار برنامج المركز الثقافي الأمريكي وبدعم من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر ومؤسسة عبد القادر علولة الكائن مقرها بوهران، وسيتقدم تقديم عروض هذه المسرحية بعدد من المدن الأمريكية منها واشنطن ونيويورك وبلومينغتون، بحيث تم ترجمة هذا العمل المسرحي إلى اللغة الانجليزية بمساهمة المتخصصة في الانتروبولوجيا الأمريكية جان غودمان. وأعرب كل من مخرج المسرحية والممثلون عن سعادتهم لاختيار مسرحيتهم ضمن هذا البرنامج للتبادل الثقافي معتبرين هذه الجولة" بالفرصة لإبراز موهبتهم على المستوى الدولي والتعريف بالمسار المسرحي لعلولة للطلبة الأمريكيين". وستعرض المسرحية أولا بمسرح "ميلينيوم" بمركز كيندي، بالعاصمة واشنطن في الخامس سبتمبر ثم بمسرح "هينيسي" بنيو هامشاير في 17 سبتمبر خلال إقامة للفرقة بجامعة الولاية بقسم المسرح والرقص، كما ستقدم الفرقة هذا العمل بمسرح "لا ماما" بنيويورك في 29 سبتمبر في إطار فعاليات الموسم الثقافي 2016/ 2017 لهذه المؤسسة المسرحية العريقة. نشير أن مسرحية "التفاح" تعتبر من آخر كتابات الراحل عبد القادر علولة الذي يعد ممثلا مسرحيا وسينمائيا وكاتب سيناريو، وهي نصوص مسرحية قصيرة تتناول وضعيات اجتماعية، شخصية وفنية متنوعة، في قالب يمزج بين الهزل والدراماتيكية. فالمسرحية تروي وحم امرأة حامل، ويوميات عامل نظافة مكلف بمراحيض، وتتناول أيضا معاناة فنانين مسرحيين لا يجدون مكانا يشتغلون فيه وأيضا وضعية المجتمع الجزائري بعد غلق مؤسسات الدولة وانهيار أسعار البترول وطرد العمال من مناصبهم، لتبعث في النهاية رسالة تهدف إلى ترسيخ مفهوم لدى مشاهدي هذا العمل المسرحي، مفاده بأن الأمل دائما يبقى بازغا في الأفق ما دامت الحياة باقية من خلال العمل المتواصل ورفع التحديات. وتدور أحداث المسرحية في مرحاض عمومي تابع لأملاك الدولة، حيث يضطر مسيّر هذا المرفق إلى إسكان عائلة يستعد ابنها لاجتياز امتحان البكالوريا سرا في المرحاض، وذلك في مرحلة الليل فقط، وهو المكان أيضا الذي يتحوّل إلى ملجأ للراغبين في الديمقراطية بعد أن تم طردهم من مناصب عملهم، بسبب إفلاس المؤسسات، ليصبح المرحاض المكان الأمثل للتعبير عن مكنوناتهم بكلام بذيء وقبيح. وأعاد المسرح الجهوي لوهران عبر جمعية "استجمام"، بعث نص عبد القادر علولة الموسوم ب"التفاح"، والذي ألفه الراحل بداية التسعينات، بحيث تحاول الجمعية من خلال الرواية ومن خلال المسرح داخل المسرح ومن خلال الحكواتي، أن تعالج القضايا الاجتماعية التي تعرفها الجزائر بالخصوص، والتي يعرفها العالم العربي عموما، برؤية شبابية وحرية ابداعية. ويجمع العمل المسرحي عددا من أفراد عائلة الراحل عبد القادر علولة، بحيث يشتغل حاليا على مسرحية التفاح المخرج جميل بن حماموش الذي يعد ابن اخت الراحل والذي سبق وأن أخرج مسرحية "حمق سليم" والتي تعتبر أحد العروض المونودرامية الجزائرية الشهيرة، هذا رفقة الممثلة رحاب علولة ابنة الراحل علولة التي تقدم الدور الرئيسي في المسرحية. وللتذكير، كانت قد عرضت المسرحية من قبل بكل من الجزائر عبر العديد من المسارح على مدن وهرانوالجزائر العاصمة وبومرداس وقسنطينة، وأيضا بالمغرب بالمهرجان الدولي لمدينة وجدة. ويعد المؤلف والمخرج المسرحي عبد القادر علولة واحدا من أهم المخرجين العرب والجزائريين الذين عملوا على تكييف أفكار وإنجازات المسرح الملحمي للجمهور الجزائري، من خلال ربطها بالمخزون الهائل من التراث والثقافة الشعبية العربية عموما.