أبرقت قيادات جديدة في حزب جبهة التحرير الوطني، رسالة استجداء جديدة إلى رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الفعلي للأفالان، من أجل التدخل العاجل لتصحيح مسار الحزب، كما تبرأت من التصريحات التي طالت مجاهدين من جيش التحرير الوطني بعد مطالبة هذه الأخيرة من القيادة الحالية الانسحاب وحملتها مسؤولية "الاخفاقات والانزلاقات". وتأتي الرسالة الجديدة الموجهة لرئيس الجمهورية في إطار سلسلة الرسائل السابقة التي توجهت بها قيادات بالأفالان ببعض المحافظات وقسمات الحزب عبر الوطن، تشكو فيها من طريقة تسيير القيادة الحالية للحزب وتنتقد فيها العديد من المحطات محملة في ذلك المسؤولية الكاملة للأمين العام للحزب عمار سعداني ومكتبه السياسي. ووضع موقعو الرسالة الجديدة التي نحوز على نسخة عنها السياق الإقليمي والتهديدات الأمنية في الصورة والضرر الذي يمكن أن يلحقه عدم تماسك الأفالان بالجبهة الداخلية، حيث تضمنت الوثيقة في هذا الصدد "نحن إطارات ونواب منتخبون محليون ومناضلو حزب جبهة التحرير الوطني، نظرا لما آل إليه الحزب في الآونة الأخيرة من تصرفات لا مسؤولية وباعتبار الأفالان عماد الأمة وضميرها، يجدر بنا استشعار معاناة الأمة والمخاوف والمخاطر الموجودة، في ظل التكالب الخارجي لزعزعة الاستقرار الجزائر عبر بوابة الساحل الإفريقي يتطلب بنا الوقوف كرجل واحد للوفاء بالبعد التاريخي لحماية الجزائر". وضم أصحاب الرسالة صوتهم إلى صوت المناضلين السابقين الذين عبروا عن استنكارهم الشديد للنقد الذي صدر عن قيادة الأفالان في حق مجاهدين من جيش التحرير الوطني بعد أن أبرقت هذه الأخيرة رسالة نقد للأمين العام والمكتب السياسي، حيث ذكر محررو الرسالة القادمة من ولاية الأغواط "لا نقبل بالتصريحات الخطيرة والمذلة ضد رموز ثورة نوفمبر والتي مست هيبة الدولة جراء تصرفاتهم وهم يتغنون بأوهام حالمة وقد كشفت المحطات زيف أحلامهم وأبانت لنا فشل تجاربهم القيادية وعنجهية أسلوبهم في الحوار وضعف حجمهم". ودعا المناضلين للعمل "على وحدة الصف وجمع آرائنا لبناء الجزائر بكافة سواعد أبنائها نبني الحزب والمسار السياسي ثم استقرار الجزائر". وتبرأ موقعو الرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية ما وصفوه ب"الهجوم الشرس البعيد عن قيم حزبنا ضد مجاهدين صنعوا التاريخ بحروف من ذهب ودفعوا النفس والنفيس وكتبوا ملحمة الجزائر بدماء الشهداء الطاهرة". ثم خلصت الرسالة "نناشد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الحزب لاستعمال صلاحيته النظامية لتصحيح مسار الحزب الذي تم اغتصابه". وواصلت "أن سعينا لإعادة الشرعية الكاملة للحزب وتطهير صفوفه من الدخلاء أصحاب المال الفاسد".