ذكرت شبكة الأنباء الإنسانية، المتخصصة في تغطية الأزمات عبر العالم، أن تنظيم الدولة في العراق والشام أن ”داعش” قام بتجنيد عناصر إرهابية في صفوفه من مختلف البلدان، باستثناء الجزائر فقط، رغم قربها من بلدان مضطربة ومنها ليبيا، مشيرا إلى أن أسباب ذلك يرجع إلى قوة الجيش الوطني الشعبي والمراقبة الجيدة للحدود، فضلا عن الأثار التي تركتها الأزمة الأمنية خلال التسعينيات في الضمير الجماعي، مما يعيق عمليات التجنيد بالسهولة التي توجد بكل من المغرب وتونس. وذكرت شبكة ”ايرين” في تقريرها الأخير، أن الجزائر تعد البلد الوحيد الذي لم يتم به تجنيد عناصر إرهابية في التنظيم الإرهابي ”داعش”، وهذا على الرغم من قربها من البلدان التي تشهد انتشار التنظيم ونشاطه ومنها تونس وليبيا على وجه التحديد، وأشارت إلى إنه ”تعتبر الجزائر من البلدان التي تحصي أقل عدد من المجندين مقارنة بعدة بلدان أخرى بما في ذلك البلدين الجارين تونس والمغرب”. واستنادا إلى أرقام نشرت بداية سبتمبر من طرف مجموعة ”سوفان” الأمريكية ومقرها بنيويورك، تقدم خدمات للحكومات في مجال الأمن والاستعلام، فإن عدد المجندين من تونس بلغ بين 6000 و7000 عنصر، والمغرب بين 1200 و1500 مجند، أما في الجزائر فعددهم أقل بكثير ويقدر بحوالي200 شخص، وقالت أنه للوهلة الأولى هذا الرقم يمكن أن يكون مفاجئا بالنسبة لبلد إفريقي عظيم عرف عشرية من الإرهاب، لكن بعد مرور 15 سنة يبدو أن التطرف أصبح أقل استقطابا في الجزائر”. وحسب تصريح الخبيرة داليا غانم يزبك، متخصصة في الإرهاب لدى مركز كارنيجي للشرق الأوسط، فإن عدم انخراط الشباب الجزائري في التنظيمات الإرهابية وخاصة ”داعش”، يرجع إلى الأحداث الأليمة التي عرفتها الجزائر لا تزال حية في الضمير الجماعي للجزائريين، بالإضافة إلى أن الجزائر استثمرت في قواتها الأمنية والمراقبة الكبيرة التي يقوم بها عناصر الجيش على الحدود. وخلصت الخبيرة للقول أن الجزائر تعد رائدا في إفريقيا في مجال قدرات التسلح وقواته الأمنية تفوق بكثير قوات المغرب وتونس وكذا فرنسا، مؤكدة أن ”الجيش الجزائري أصبح قوة هامة إذا اضفتم إلى ذلك قوات الشرطة والدرك وفروع الاستعلام، بحيث جنبوا العديد من الجزائريين مد يدهم إلى جماعات مثل داعش”. كما تطرق صاحب التحليل إلى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي ساهم في إعادة إدماج المغرر بهم داخل المجتمع، وكذا إلى الأعمال التي قامت بها الحكومة من أجل محاصرة السلفية الراديكالية، مذكرا بإنشاء النقابة الوطنية للائمة التي تعد درعا لصد الأيديولوجيات الدينية المستوردة.