ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أي عدوان أمريكي مباشر على سوريا سيؤدي إلى نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط. وقالت زاخاروفا خلال برنامج ”حق المعرفة” على قناة ”تي في سانتر”، بث أمس السبت، إن اعتداء الولاياتالمتحدة المباشر ضد سلطات دمشق وضد الجيش السوري سيؤدي ”إلى تحولات تكتونية مريعة” في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة نوفوستي عن الناطقة باسم الخارجية الروسية: ”تكمن مهمتي في شرح لماذا من المهم جدا البقاء في مسار الاتفاقات. إذا بدأ عدوان أمريكي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك إلى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب، بل وعلى المنطقة برمتها”. وتوقعت زاخاروفا أن يؤدي تغيير النظام الحاكم إلى ما هو أبعد من فراغ السلطة، وهو الفراغ السياسي الذي سيمتلئ على الفور ”بالمعتدلين”، وهم في حقيقة الأمر ليسوا إلا إرهابيين من كل الأصناف والأشكال والذين لا يمكن فعل أي شيء تجاههم. نحن نعرف أن الجيش العراقي شكل لاحقا أساسا لداعش على الأرض، وكل من تحاربه روسيا والائتلاف تعود جذوره إلى هناك”. وفي شأن متصل، كشفت صحيفة ”نيويورك تايمز” الأمريكية يوم الجمعة، عن تسجيلات صوتية مسربة لحوار دار لمدة 40 دقيقة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومجموعة من السوريين على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تظهر استياءه من الفريق الأمريكي المسؤول عن الشأن السوري، ورفضهم للتلويح العسكري. وقالت الصحيفة إن الاجتماع عقد في مقر البعثة الهولندية لدى الأممالمتحدة في 12 سبتمبر الحالي، وحضره 20 شخصاً، بينهم أربع هيئات سورية معارضة تعمل في المجال الإنساني في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، ودبلوماسيين من ثلاث أو أربع دول، إضافة لكيري والمبعوث الخاص لسوريا، لافتةً إلى أنها حصلت على التسجيل عن طريق أحد المشاركين غير السوريين. ولفتت ”نيويورك تايمز” إلى أنّ كيري عبّر للسوريين عن تذمره من أمور كثيرة بدرت من حكومة بلاده، وأخبرهم شاكياً بأن الروس تحايلوا عليه، وأنه لا يوافق الرئيس أوباما على عدد من قراراته السياسية. وعبر كيري عن أسفه لأن دبلوماسيته لا يدعمها تهديد جدي باستخدام القوة. ثم فاجأ السوريين بقوله إن انتخابات الرئاسة السورية يجب أن يشارك فيها الرئيس السوري الحالي بشار الأسد. مع العلم بأن باراك أوباما طالب منذ خمسة أعوام باستقالة الرئيس السوري كما أشارت إلى ذلك ”نيويورك تايمز”. وقال كيري في التسجيل المسرب معلقاً على دعوة المعارضة للمشاركة في الانتخابة إن ”كل لاجئ سوري حول العالم سيصوت. هل سيصوتون للأسد؟ الأسد يخشى إجراء انتخابات”. وخلصت الصحيفة بالقول إن السوريين الذي يعيشون في مناطق سيطرة نظام الأسد ”لن يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم بأمان بسبب الضغوطات عليهم حتى مع وجود المراقبين الدوليين”، وأضافت ”أن روسيا لن توافق على الانتخابات إن لم تكن النتيجة مضمونة، وهو الأمر الذي حصل في المفاوضات حيث وصلت إلى طريق مسدود. ولفتت الصحيفة إلى أمر مثير آخر، موضحة أن كيري أقر بأن الولاياتالمتحدة لا تملك أي ذريعة شرعية لمهاجمة حكومة الأسد. أما بالنسبة لروسيا فقد وجهت السلطات السورية دعوة إليها. ولم تكشف الصحيفة كيف ”تحايل الروس” على كيري، فيما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، التعليق على ما وصفه بالأحاديث الخاصة. وفي ذات الشأن، قرر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنشاء لجنة أممية للتحقيق في الغارة الجوية التي استهدفت في التاسع عشر من سبتمبر الماضي قافلة إغاثة أممية كانت في طريقها إلى قرية ”عرم الكبرى”، شمال غرب مدينة حلب بشمال سوريا. وأسفرت الغارة عن مقتل أكثر من 21 شخصا ودمرت 18 من إجمالي 31 شاحنة تحمل مساعدات. وقد حملت الولاياتالمتحدةموسكو المسؤولية عن الهجوم، وهو ما تنفيه موسكو بشدة. وجاء في البيان الصحفي المنسوب للمتحدث باسم بان، إنّ مجلس التحقيق سيحقق في وقائع الحادث وسيقدم، فور الانتهاء من عمله، تقريرا إلى بان كي مون.