قدم معهد أمريكي توصيات غريبة للوافد الجديد إلى البيت الأبيض, للتنبه إلى دول أدرجها في خانة ”غير المستقرة على المدى القريب”, من ضمنها الجزائروموريتانيا من شمال إفريقيا, استمرارا لحملة التقارير الأمريكية الملغومة, الأمر الذي أثار ردودا دبلوماسية في الجزائر. وزعم تقرير ل”معهد إنتربرايز للأبحاث” أن كلا من موريتانيا, الجزائر, السعودية والأردن تعاني من عدم الاستقرار لعوامل سياسية واقتصادية متعددة, واختار اقتراب موعد الإعلان عن رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية بعد احتدام التنافس, ليذكر الإدارة الأمريكية القادمة بأن تنتبه إلى عدم التسليم جدلا بأن هذه الدول مستقرة منذ عقود, معتبرا أن غالبية الأزمات التي واجهتها الإدارات السابقة لم يكن يتوقعها أحد ولم تكن محور جدل في الحملات الانتخابية الأمريكية. وفضلا عن تصنيف كل من المالديف وإثيوبيا ونيجيريا وتركيا وروسيا والصين, ضمن الدول التي لا تعيش أوضاعا مستقرة, فإن الجزائر جاءت كثاني دولة عربية في القائمة. ورغم أنه لم يأت بشيء جديد, إلا أنه استمر بالتذكير بمعاناة البلاد من أزمة اقتصادية, فيما أشار إلى ارتدادات الوضع الأمني في ليبيا على الجزائر, فضلا عنأنه حرك مسألة الغموض السياسي قبل وصول موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتقلل الجهات الرسمية من تأثير هذه التقارير المغلوطة من باب عدم توفرها على معطيات صحيحة مثلما أشار إلى ذلك وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل, معلقا على تقرير مماثل أصدره معهد أمريكي الأسبوع الماضي, بأنه ”لا يعتمد على معطيات صحيحة, وأن الجزائر بلد آمن ومستقر”. وزعم معهد دراسات أمريكي يُدعى ”AEI” أن الجزائر مرشحة للموجة الثانية من الربيع العربي, وستكون ثالث دولة غير مستقرة في القريب العاجل بعد كل من اليمن سوريا العراقي وليبيا, وقد تتعرض للتقسيم. من جانبها لم تعلق واشنطن على رد الفعل الجزائري من مضمون التقارير الأمريكية, لكن السفيرة الأمريكية في الجزائر, جوان بولاشيك, كان لها موقف من ردود فعل مشابهة, أثارها مسلسل تلفزيوني ملخصه ”إعلان الحرب على الجزائر”, ونشرت تغريدة عبر حسابها على تويتر, قالت فيها ”أتأسف لأن الجمهور غير سعيد, العرض مجرد خيال, أميركا تنظر للجزائر على أنها صديق جيد وشريك”. وإلى جانب الجزائر, ذكر تقرير ”معهد إنتربرايز للأبحاث” موريتانيا, ويرى الموقع أن موريتانيا من أكثر الدول التي تستأثر باهتمام خبراء مكافحة الإرهاب بعد أن تحولت إلى ”ملجأ لمهربي الأسلحة والإرهابيين”, فيما لم يتم التخلص من ممارسات العبودية رغم تجريمها قانونيا. وبخصوص السعودية أشار الموقع إلى تداعيات انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد السعودي, وإلى تورط الرياض في حرب ”لا نهاية لها” في اليمن. ورأى التقرير أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت تعمل على إقامة شركات قوية مع آل سعود, لكن مع ما تمر به المملكة في الوضع الحالي و”عدم قدرة” السعوديين على القيام بهذا الدور, يتساءل معد التقرير: هل ستجد واشنطن ”بديلا” عن السعودية لسد هذه الفجوة؟ أما الأردن فهو ”يعاني من أزمة حتى ولو لم تعترف بذلك عمّان”, وفق معهد إنتربرايز للأبحاث, وعزا الأزمة إلى تدفق اللاجئين بشكل غير مسبوق على المملكة ما زاد من الضغط على الاقتصاد, ووفر بيئة ”خصبة” لتسلل مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية داعش إلى الأراضي الأردنية.