في وقت تعيش أحزاب الموالاة حالة من الراحة المالية، أجمعت الأحزاب الناشئة التي قررت دخول المعترك الانتخابي على صعوبة تمويل حملتها الانتخابية في ظل شح المداخيل فيما أجبرت أخرى مرشحيها على تمويل حملتها. تعكف الأحزاب والتشكيلات السياسية الراغبة في دخول غمار التشريعيات المقبلة حاليا على ضمان تأمين مصاريف الحملات الانتخابية، حيث تحول التمويل إلى أكبر هاجس يؤرق الأحزاب خاصة الجديدة منها. جمال بن عبد السلام: ”سنتوجه إلى الشعب إذا لم نستطع دفع ثمن اللافتات” وفي هذا الصدد، اعترف رئيس حزب الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام، في اتصال مع ”الفجر” على صعوبة الحملة الانتخابية في شقها المادي حتى في أدق التفاصيل، مشيرا إلى أن حزبه سيعتمد على تمويل المناضلين عن طريق جمع الأموال مع الاستعانة بسياراتهم في التنقل قائلا إن ”كل واحد يتكفل بدفع مصاريف الحملة، وإذا عجزنا عن تسديد ثمن اللافتات سنضطر إلى الحوار المباشر والتوجه نحو الشعب وشرح برنامج الحزب وهذه الطريقة لن تكلفتنا أموال كبيرة”. وفي رده على سؤال متعلق بغياب الدعم المادي من طرف الدولة، قال جمال بن عبد السلام إنه كان على الدولة تقديم الدعم البيداغوجي أولا، لأنه في نظره بعض الأحزاب السياسية في الجزائر لا تملك التجربة مقابل، طغيان أصحاب الشكارة من رجال أعمال يفضلون الأحزاب الكبيرة. موسى تواتي: ”عندنا صلاة النبي والحملة ستكون بأقل التكاليف” من جهته، أكد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي في اتصال مع ”الفجر”، أن الحملة الانتخابية لا تتطلب الكثير من الأموال بقدر ما تتطلب برنامج يقنع الشعب وهو الفرق - حسبه - بين الأحزاب الصغيرة والأحزاب التي تملك إمكانات ضخمة قائلا ”ليس لنا مداخيل.. لنا صلاة النبي ومن يريد إقناع الشعب عليه بتقديم ببرنامج طموح”. نعيمة صالحي: المال عصب المعارك ومن يريد الترشح يعتمد على نفسه وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الحزب والبيان نعيمة صالحي، في اتصال مع ”الفجر”، أن المال عنصر مهم لأي حزب سياسي يريد البروز، مضيفة أنها اشترطت على أي مترشح يريد الدخول إلى التشريعيات باسم حزبها في أي ولاية من الولايات، أن يوفر الدعم المالي له إلى جانب توفر شروط أخرى كالنزاهة والقبول لدى المواطنين. وقالت نعيمة صالحي أن الإعتماد على رجال نزهاء في تمويل الحملة لا يعني بالضرورة أن يكون الحزب هو حزب ”الشكارة” وإنما الظروف هي التي تفرض ضرورة توفر الإمكانيات المادية لنجاح المهمة وحصد المزيد من المقاعد، مشيرة إلى أن هيكلة الأحزاب على المستوى الولايات هي من تعطي صورة للحزب في حين أكدت أن التشريعيات بالنسبة لها ستكون فرصة لدخول المحليات التي تمثل لحزبها أكبر تحد. المحلل السياسي عمر خبابة: على السلطة وضع جميع الأحزاب في كفة واحدة وفي رده على سؤال ”الفجر” المتعلق بغياب الإنصاف بين الأحزاب السياسة في يتعلق بالحملة الإنتخابية، أكد المحلل السياسي عمر خبابة أنه كان على السلطة وضع جميع الاحزاب في نفس المستوى،من باب الديمقراطية وتكافؤ الفرص من الناحية المادية، وهو الأمر الذي يمنعه القانون من باب أن الأحزاب مطالبة بالاعتماد على نفسها، قائلا ”كيف لأحزاب ناشئة ليس لها شيء أن تذهب إلى منافسة شريفة ومتكافئة في حين يملك الأفالان والأرندي أموال قارون من خزينة الدولة مقرات وإمكانيات”.